كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

6 1 - الزرقا والموسوعة الفقهية:
تعود فكرة إنشاء موسوعة للففه الإسلامي تصاغ بأسلوب معاصر،
يسهل الرجوع إلى المعلومات الفقهية إلى سنة (951 ام)، حيث عفدت
كلية الحقوق (جامعة السوربون في فرنسة) مؤتمراً تحت اسم (أسبوع
الفقه الإسلامي)، ودُعيَ إليه عدد من أساتذة الحقوق والشريعة من
مختلف دول العالم، وكان الشيخ الزرقا والدكتور معروف الدواليبي
ممثلَيْنِ عن كلية الحقوق في جامعة دمشق، وقد خرج المؤتمر بعدة
توصيات جاء فيها قولهم: "ويأمل المؤتمرون أن تؤلَّف لجنة لوضع معجمٍ
للففه الإسلامي يسهِّل الرجوع إلى مؤلَّفات هذا الفقه، فيكون موسوعة
ففهية تُعرَض فيها المعلوماتُ الحقوقية الإسلاميةُ وَفقأ للأساليب
الحديثة " (1).
وحينما أُنشئت كلية الشريعة في جامعة دمشق سنة (954 ام)، بدأ
الفائمون عليها وعلى رأسهم الشيخ الزرقا، والدكتور الدواليبي،
والدكتور مصطفى السباعي، وكان أوَّلَ عميدٍ لها، والأستاذ محمد
المبارك - وذلك سنة (955 ام) باتخاذ خطوات عملية لإصدار موسوعة
فقهية، تنفيذاً لتوصيات مؤتمر باريس، وبالفعل تم تشكيل الجنة رسمية
باسم لجنة موسوعة الفقه الإسلامي، صدر بتأليفها وصلاحياتها مرسوم
جمهوري، وكان الشيخ مصطفى السباعي عضواً فيها - وبدات اللجنة
بالدراسات التمهيدية للطريقة المفضلة في العمل " (2).
(1)
(2)
وحينما قامت الوحدة بين مصر وسورية في عام (958 1 م)، تألَّفت
المدخل الفقهي العام: 1/ 25 - 26.
مجلة اليقظة، العدد (227)، تاريخ 1 1 أكتوبر (971 أم)، ص 36.
107

الصفحة 107