كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

مصطفى أحمد الزرقا
فقيه باحث ثَبْت
بقلم
الدكتور محمد رجب البيومي
رئيس تحرير مجلة الأزهر
كنتُ أُطالعُ في المجلاَّت العلمية بحوثاً فقهية للأستاذ مصطفى
أحمد الزرقا؟ فأجدُها واضحةَ التعبير، سهلةَ التناول، مع دسامتها
الفكرية، فهي تسير في نسق سلس مطرد، وكأنَّها مقال أدبيّ يوحي به
خاطرُ كاتبٍ مبدع، وأنا أحبّ هذا الطراز من القولِ منذُ تمتعتُ به في اَئار
المغفور له الأستاذ عبد الوهاب خلاف رحمه اللّه، إذا كان يجذبُ القارئ
إلى بحوئه الفقهية بما جُبل عليه من سهولة الأداء، وقد اعتقدتُ انَّ الأستاذ
الزرقا ألمَّ بكتب الأدب العربي إلماماً واسعاً، لأنَّ صاحب هذا الإيضاح
السلس في بحوث التشريع لا بد أن يرتكزَ على دعامة أدبيّة هي منواله
الذي ينسج عليه اَثار 5.
ثم عرفتُ أنَّه درس في كليتي الحقوق والاداب معاً، وأنَّ والد5
الفقيه المتمكّن كان أديباً راويةً إخبارياً، يمتّعه في صبا 5 بدرس الأدب كما
يفيد 5 بحقائق الفقه، وهو في هذا المنحى قريمب من الأديب الكبير الأستاذ
علي الطنطاوي (1)؟ حين دَرَس في صبا 5 الففه والأدب دراسةً متوازيةً،
(1)
الأستاذان الزرقا والطنطاوي درسا معاً في معهد الحقوق العربي ومدرسة
الاَداب العليا في دمشق، وتخرجا منها (ن).
11

الصفحة 11