بتنفيذها عدد كبير من العلماء، منهم الشيخ الزرقا رحمه اللّه، ولكن قبل
ذلك نادى الشيخ أحمد محمد شاكر وغير 5 بفكرة الاجتهاد الجماعي،
ومن تطبيقاتها الأساسية إنشاء مجمع للفقه الإسلامي.
وبالفعل أُنشِى المجمع الفقهي الإسلامي بمكة، بموجب قرار
المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي سنة (398 اهـ- 978 ام)
واختير الشيخ لعضوية مجلسه المكوَّن من علماء تئمَ اختيارهم لصفتهم
العلمية.
وقد كان الشيخ قد قدَّم قبل سنين مشروع نظا آِ لمجمع فقهي
بتكليف من الشيخ محمد سرور الصبان، رئيس رابطة العالم الإسلامي
سابقا! ا).
وحينما أسس مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر
الإسلامي عام (405 اهـ= 984 ام)، كان الشيخ من أوائل الخبراء
القلائل الذين اختيروا لعضويته بصفتهم العلمية دون ان يكونوا ممثّلين
لدولة ما كما هو حال سائر اعضاء المجمع.
إنَّ من يطَّلع على محاضر جلسات المجامع الفقهية يعلم الدور
الذي كان يؤدِّيه الشيخ مصطفى رحمه اللّه، ففي باب كتابة البحوث في
الموضوعات المطروحة، كانت له مشاركة لا تخفى على أحد، وفي
ميدان المناقشة والحوار كان ذا حجة ودراية، وكان شجاعاً في عرض رأيه
ولو خالف الكثرة، كما كان بارعاً في صياغة القرارات فيما يُعْهَدُ إليه
صياغته، فيسبك العبارة سبكاً، بلغة سليمة بليغة وافية بالمقصود.
لقد خسر المجمع في السنوات الأخيرة كثيراً، وخاصة في السنة
التي قُبض فيها الشيخ مصطفى وعدد من أعضائه، وكانت خسارته كبيرة
(1) ا لمجذ وب: 2/ 7 6 3.
112