دمعة وفاء لأستاذنا الكبير فضيلة
نبأ سرى كالبرقِ في الظلماتِ
فإذا العيونُ تفجَّرتْ مِنْ حُزنها
يا (مصطفى) والحزنُ ادمى مُهْجَتِي
أرثيكَ من قلبي وأعلمُ أنَّه
هذا قضاءُ اللّهِ يجري في الوَرى
إنَّ الفجيعةَ في الرجالِ عظيمة
سبحانَه الحيُّ الذي هو خالدٌ
صبراً جميلاً في المُصابِ فإنَّما
سبحانَ مَن تعنو الوجو 5 لذاتِهِ
سبحانك اللهمَّ قد ألهمْتَنا
ما ماتَ مَنْ تركَ الماثرَ بعدَ5
طَوْ 3 عظيم في الشريعةِ راسخٌ
في (الفقه) بحر ما لَهُ مِنْ ساحلى
قد كان استاذي وكان مُشَجِّعي
مَنْ مثلُ شيخي في الشريعةِ والتُّقَىٍ
العالمُ الإسلاميُّ يبكي حرقة
(فرياضُ) تندبُ و (الجزائرُ) لوعة
ومدينةُ (الشَّهْبَاء) يَعْصِرُها الأَسَى
يكفيك فخراًان تكونَ ابنأ لها
ولقد عرفتُ الشيخَ فَذّاً فِطْحلاً
يا راحلاً عنّا وذِكْرُكَ خالد
وتفقَّدَ المولى الفقيدَ برحمةٍ
16
الشيخ مصطفى الزرقا رحمه اللّه
فأثارَ عُمْقَ الحُزْنِ في ذَرَّاتي
وسفحتُ مِنْ فَرطِ الأسى عَبَراتي
وأثارَ فيَّ كَوامِنَ الاهاتِ
صعمب عليَّ ولن تفي كلماتي
لا بدَّ للتسليمِ والإخباتِ
واشدُّها في صاحبِ العَزَماتِ
والكُلُّ يفنى دائبَ الحسراتِ
صبرُ الفتى من اعظمِ القُرُباتِ
وتخرُّ صاغرةً على الجبهاتِ
الصَّبْرَ والسلوانَ في الشِّدَّاتِ
ما ماتَ مَضْ أحيا مض اله! اتِ
يجلو عن الأفكارِ مِنْ شبهاتِ
ارايتَ بحرأ صاخِبَ الموجاتِ؟
ولَكَمْ أفدتُ من كريمِ صفاتِ
في حَلِّ معضلةٍ وفي إثباتِ؟
لفقيدنا (الزرقا) أبي البركاتِ
و (دمشقُ) تنفثُ أعمقَ الأنَّاتِ
فتَفِيْضُ مِنْ حُزْنٍ ومِنْ اَهَاتِ
كم أنجبت من صفوةٍ ساداتِ؟
وعرفتُه في أحلكِ الأزماتِ
للّهِكم قدَّمْتَ مِنْ حسناتِ؟
وحباه فضلاًارفعَ الدرجاتِ