كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

أولاً: اَثاره في الفقه وأصوله
سلسلة الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد (1):
تمثّل هذه السلسلةُ ذُروة سنام التجديد في صياغة الففه الإسلامي،
على نحو يسهل تناوله، خلال مرحلة خطيرة من مراحل تاريخ التشريع
الإسلامي، من حيث تأثيرُها على نموِّ الحركة الفقهية، ومواكبتُها
لمستجدّات الحياة، فالأمة العربية والإسلامية، وهي تودّع مرحلة الخلافة
العثمانية، إذ تفاجأ باستعباد (2)، عالمي جديد منظّم، مخطَّط له، يستولي
على مقدَّرات الأمة وخيراتها، ويهدّد كيانها، ويستهدف إزالتها، وإذابة
سخصيتها في شخصية غريبة عن عقيدة الأمة وتشريعاتها.
ففي هذه الحقبة من تاريخ التشريع الإسلامي، كان التدريس يسيرُ
على وَفْق النمط التقليدي، والتأليف الفقهي كذلك، حيث المتون،
والشروح، والحواشي، في مقابل نهضة علمية قانونية (فرنسية) لفتت
الانظار إليها، بما تمثِّل من تنظيم في عَرض الأحكام، ويُسْر في الوصول
إليها، واختصار غير مُخل، فجاءت سلسلة الشيخ الزرقا بعنوانها الذي
يدلّ على الأصالة والمعاصرة، ملبيةً رغبةً عامة وحاجة ملحةً، وكما قال
(1)
(2)
هذه السلسلة هي شرح مبتكر لمجلة الأحكام العدلية ابتكرها الشيخ رحمه الله
لما تولى تدريس المجلة في كلية الحقوق وقد توقفت عندما ألغي العمل
بالمجلة عام 949 ام.
يطلق عليه خطأ مرحلة الاستعمار.
126

الصفحة 126