كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

1 - المدخل الفقهي العام
كانت شهرة كتاب (المدخل الفقهي العام) تطبّق الأفاق، منذ
صدوره إلى يومنا هذا، وقد ارتبط ذكر (الشيخ الزرقا) بذكر كلمة
(المدخل) ارتباطاً وثيقأ، وكلُّ مَن درَس في جامعة دمشق يذكر الشيخ
الزرقا بكتابه المدخل، وقد بدأ صدور الكتاب على شكل كراريس متفرّقة
عام (363 ا هـ= 4 94 ام) حتى صدرت الطبعة الأولى سنة (1354 هـ=
945 ام) في مجلد واحد، ثم توالت الطبعاتُ حتى بلغت الطبعةَ العاشرةَ
سنة (387 اهـ= 968 ام) تبعتها طبعاتٌ كثيرة غيرُ قانونية (دون إذن
المؤلف) حتى اصدر الشيخ رحمه اللّه طبعةً جديدةً بإخراج جديد سنة
(18 4 ا هت 998 ام) (1).
إنَّ انتشار هذا الكتاب، وتوالي الطلب عليه لمدة تزيد على نصف
قرن من الزمان، لهيَ شهادةٌ بأنَّ هذا الكتاب قد تربَّع على عرش الصدارة
في بابه، وفي مضمونه، ولئن صدرت بعده كتب كثيرة تحمل الاسم أ و
بعضه، إلا أنه السابق والأول الذي ابتكر الفكرة وشقَّ الطريق، وكل ما
صدر بعده في مجاله عالةٌ عليه، نسب ذلك أو لم ينسبه. وقد أصاب
الأستاذ عبد القادر عودة - رحمه اللّه -كبِدَ الحقيقة حينما قال عن المدخل
إنَّه "أولُ الكتب التي تنقص المكتبة الإسلامية، وهو بعدَ وجوده أول
الكتب التي ستُبنى عليها النهضة الفقهية الإسلامية " (2).
لم يكن من السهل إصدارُ كتاب كالمدخل، بما يتضمَّنه من مباحث
ونظريات، وأسلوب تعليمي متدرّج ميسّر، لولا توفيقُ اللّه أولأ، ثم تنوعّ
(1)
(2)
طبع دار القلم بدمشق، وجميع إحالاتنا على هذه الطبعة، التي بلغت (159 1)
صفحة في مجلدين.
مفدمة المدخل: 1/ 8.
128

الصفحة 128