1 1 - فتاوى مصطفى الزرقا
لم يتسلَّم أستاذنا منصب الإفتاء، ولكنّه كان مفتياً منذ صغره،
وطَوالَ عمره يُسأل فيفتي، في المحاضرة والدرس، وفي المنزل، وهو
يسير في الطريق، تأتيه الرسائل المتضمِّنة الاستفتاءات من مختلف بقاع
الارض، فلا يهملها، بل يجيبُ عنها، ويرسِلُ إلى صاحبها رسالة بخط
يده تتضمن فتواه فيما سئل عنه.
ولكن أستاذنا رحمه اللّه لم يجمع فتاويه كما يفعل بعض العلماء، وإنما
كانت تنشر أحياناً في بعض المجلات، وفي محاضر المجامع الفقهية، وفي
بطون رسا ئله وكتبه، وكما يقول رحمه اللّه عن هذه (ا لفتاوى):
"وقد يسَّر اللّه لهذه الفتاوى أن تصدر في طبعتها الأولى سنة
(1999) (1) "
م، ولمحد لقيت هذه الفتاوى عناية كبيرةَ من قِبَل جامعها
والمعتني بها أخينا الشيخ مجد مكي حفطه اللّه (2)، الذي قدَّم لها بمقدمة
(1) نشر دار القلم، وصدرت قبيل وفاته ببضعة شهور في (0 0 7) صفحة.
(2) قال أحد محبي الشيخ عندما اطلع على الفتاوى:
(فتاوى مصطفى الزرقا) سطوو نورُها يبقى
علاماتٌ لمُستفتٍ تنيرُ أمامَه الأُفقا
لفقهِكَ يا (وحيدَ الم! معين) الضعفُ لا يَرْقَى
فكم مِنْ عالمٍ أفتى ولكنْ ضيَّعَ الرِّفْقا!
وكم مِنْ عالمٍ يفتي ولكنْ كيفما اتفقا!
أطالَ اللّهُ عُمْرَ (المجدِ) سالَ يراعُهُ ذَوقا
تفيّا من ظلالِ العلى 3 وللعَلياء قد سَبَقا
فعَانَقَ عالِماً فَذّاً فزادَكتابَهُ عُمْقا
فَأَهْدَى للوَرَى سِفْراً جليلاً يَنْثُرُ الأَلَقا
149