ضافية بذل فيها جهداً مشكوراً، تضمَّنت الحديثَ عن ترجمة لشيخنا،
وعن فتاواه، من حيث مزاياها، ومنهجها.
ولهذه الفتاوى ثلاث مقدّمات:
أولاها: لعلاَّمة العصر الشيخ يوسف الفرضاوي حفظه اللّه.
وئانيها: لجامعها والمعتني بها الشيخ مجد مكي وفَّقه اللّه.
وثالثها: لأستاذنا العلاّمة صاحب الفتاوى الشيخ مصطفى الزرقا
رحمه اللّه.
ومن كلام الشيخ الفرضاوي في المفدِّمة ما يغني عن حديثنا عن هذه
الفتاوى حيث يقول (1): "هذه الفتاوى الزرقاوية، إنَّما هي في حقيقتها
بحوث ودراسات فقهية أصيلة وعميقة، تقصُرُ أو تطول. ليست مجرَّد
قول المفتي: يجوز، أو لا يجوز، او يجوز على مذهب فلان، ولا يجوزُ
على مذهب آخر، بل هو يغوص في المسألة، ويحلّل عناصرها، ويعرضها
علي نصوص الشريعة الثابتة، وقواعدها الضابطة، ومقاصدها الكلية،
ويقلَب النظر فيها بأناة ورَويّه - كالعهد به دائماً - حتى ينتهي إلى ما يراه من
حكم شرعي لها".
ويقول أيضاً: "قد يختلف بعضُ العلماء مع الشيخ فيما انتهى إليه
من نتائج وأحكام، ولكن لا يمكن لأحدهم أن يشكّك في اصالة ملكته
الفقهية، وقدرته على التأصيل والتفريع، وبراعته في المناقشة
والاستدلال، فهو لا شكّ فقيهُ الأمةِ في هذه المرحلة: فقيه في فهم
النصوص، فقيه في فهم المقاصد، فقيه في فهم الواقع.
(1) مقدمة الفتاوى، ص 7 - 8.
150