ثالثاً -عمله في مجال تحقيق المخطوطات
كانت بداية أعمال الشيخ مصطفى رحمه اللّه العلمية، هي في مجال
تحقيق المخطوطات ونشر التراث، حيث قام وهو تلميذ في المدرسة
الخسروية سنة (343 اهـ- 924 ام) بتحقيق ثلاث مخطوطات نفيسة
نادرة ومهمة في بابها، وهي:
ا - كتاب (كفاية المتحفظ في اللغة (: تأليف الشيخ الإمام أبي
إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الطرابلسي المعروف بالأجدابي رحمه اللّه.
2 - كتاب (مختصر الوجوه في اللغة) للإمام محمد بن أحمد بن
يوسف أبي عبد اللّه الخُوارَزْمي (1).
3 - كتاب (المذكر والمؤنث ا للإمام ابي زكريا يحيى بن زياد الفرّاء
النحوي اللغوي الكوفي الشهير (ت 07 2 هـ).
وقد جاء نشر هذه الكتب المهمة وتحقيقها إحساساً من الشيخ
مصطفى رحمه اللّه بأهمية نشر التراث العربي الإسلامي وتحقيفه، لئلا
يضيعَ، والذي يظهر من مقدمة التحقيق أنّ فكرة التحفيق والنشر، لم تكن
فكرةً عابرةً يراد منها الحصول على لفب علمي أو مردود مادي؟ إنّما كانت
بداية لعمل علمي، خطَّط له جماعة من طلاب المدرسة الخسروية، على
راسهم الشيخ مصطفى الزرقا، الذي كان سنة (343 اهـ (تلميذاً لم
يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، فقامت هذه المجموعة من الطلاب
وشكّلت شركةً سمتها الشركة الخيرية لإحياء الكتب العربية في حلب،
(1) ا لوا و في (الخو ارزمي) لا تلفط (س).
164