كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

الكتاب معلومات لحيَّر العقول، ومسائلُ عن التُّلمود ذات اهمية كبرى لا
يجدها الباحث في غيره.
أما الكتاب الئاني فهو للدكتور (أشيل لوزان)، وعنوانه (تاريخ
سورية لسنة 0 184 م) تكلّم فيه عن حادثة ذبج اليهود للقسيس الأب توما
وخادمه إبراهيم عمار، التي جرت أحداثها ووقائعها في دمشق في ذلك
التاريخ، والتي تتلخّص: بأن مجموعة من اليهود قتلوا الأب (البادري)
توما وخادمه إبراهيم عمار ذبحاً بالسكين، وتمت تصفيه دمهما ليحفظ
ويستخدم في خبز الفطير، الذي يُوزَّع في عيد الفصج.
وقد قام بترجمة الكتابين وجمعهما في كتاب واحد الدكتور يوسف
حنا نصر اللّه، من مصر، وطبع الكتاب في طبعته الاولى سنة (1899 م)،
ولم يطلع عليه الشيخ الزرقا، هانّما اطّلع على موضوع قتل الأب توما
ضمن كتاب للأستاذ (أسد رستم) أستاذ التاريخ في الجامعة الأميركية،
ببيروت؟ وكانت القصة تقفُ عند الحكم بالاعدام على الفتلة، أما مصير
الفتلة بعدَ الحكم فغيرُ معروف، وكما يفول الشيخ مصطفى رحمه اللّه في
مقدمة الكتاب: "وقد أبقى هذا النفص ثغرةً في نفسي أتطلّع دائماً لملئها
بمعرفة ما تمّ بعد ذلك، حتى رأيتُ مرةَ بطريق المصادفة كتابأ لدى صديقي
الأستاذ الشيخ ناصر الدين الألباني المحدّث المعروف، في دمشق،
عنوانه: (الكنز المرصود في قواعد التلمود) فاسترعى انتباهي هذا
العنوان، واستأذنتُ الأستاذ الألباني في أخذه أياماَ لفراءته فأعارني إياه،
وذهبتُ به، وعكفت من فوري على قراءته، فإذا فيه أمنيتي المنشودة " (1).
أمّا مسألة إعادة نشر الكتاب فقد برزت من خلال أهمية الكتاب
نفسه، وما يؤديه من دور تثقيفي حول عقائد اليهود، وحاجة الكتاب إلى
(1) مفدمة الكنز المرصود، ص 6.
167

الصفحة 167