كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

غَادَرْتَنا ب! جَازَةٍ مُسْتَبْشِراً لَتَعُوْدَ جُثْمَاناً إلينا يُحْمَلُ
يثنِي كما يهوى الفتى أحلامَه جهلاً بما يُخْفِي له المُسْتَقْبَلُ
كان التَّيَتّمُ للصِّغارِبفقدِهِم آباءَهم، فماذا الأمورُتَبَدَّلُ
فاليومَ فقدُك يا بُنَيَّ أَضَاعَنِي وأراكَ قد يتَّمتَني يا (نَوْفَلُ) (1)
4 - اخوانيات:
وفيها مجموعة من الأحاجي والألغاز، والقصائد الفكاهية
اللطيفة. ومن ذلك أنّه أهدى إلى جاره في الكويت 969 ام الطبيب
الأديب الشاعر حسان حتحوت طبقاً من (الفَتُّوش) - وهي أكلة شامية-
فأعاد الدكتور حتحوت في اليوم التالي الصحنَ وفيه حلوى مصرية خاصة
يسمونها (أبّوء) والتسمية خاصة بالدكتور حتحوت نسبة إلى ابنته (إباء)،
ومع الصحنِ الأبياتُ التالية:
يا مصطفى الزرقا إليكَ تحيةً لا زالَ فضلُكَ عندنا مَنْقُوشا
يرعى الإلهُ مودةً مِنْ جَارِنا ويديمُ فيما بيننا (الفتّوشَا)
وَلَقَدْ صنعنا اليومَ (أبّوءا، فَخُذْ مِنّا الهديةَ ضاحِكاً وَبَشُوْشاً
ووقع تحت هذه الأبيات د. حسان وزوجه الدكتورة سالوناس.
فردَّ عليه الزرقا في اليوم نفسه بالأبيات التالية:
يا جيرةً نِعمَ الجوارِ جوارُها في بيتِها باتَ الندى مَفْرُوْشَا
(حسّان) فيه (وسالُناسُ) تربّعا اسمى الفضائلِ والخصالِ عُرُوْشَا
(1)
يفول الدكتور محمود عبيدات: عندما شئعنا (نوفل) رحمه اللّه، كنتُ مع شيخنا
الجليل رحمه الله، وسماحة الأخ الشيخ إبراهيم زيد الكيلاني حفطه اللّه تعالى،
بمركبته يقودها بنفسه، فقال شيخنا: اليوم يتمتَني يا نوفل، ثم أخذ يبكي
بحُرقةٍ، فقلنا له ونحن نشاركه حزنه الشديد مواسين له: نحن أبناؤك يا أستاذ،
وكان تأثرن! كبيراً جداً. رحمهما اللّه رحمة واسعة واسكنهما عليين. آمين.
174

الصفحة 174