كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

الرجل الفاضل، فرأيتُ أن أنقل ما سمعتُ منه منذ ثلث قرن، لأنّ دلالته
العلمية ذات مغزى ملحوظ.
هذا الاستنتاجُ الواضجُ كانَ احد السبل المتهيّا للاستفادة من كتب
التراث، وهو سبيل لا يتيسّر لكل قارى، بل لا بدَّ من بصيرةٍ ثاقبؤ تَقيس
النظير بالنظير، وتَقرن الشبيه بالشبيه، وهو ممّا أجادَ 5 الأستاذ في
موسوعاته الحافلة التي كَتبها في محيط الففه الإسلامي وفي نظرية الالتزام
في هذا الفقه مفارنةً بأحدث ما تمخَّضتْ عنه العفول في القوانين الوضعية
المعاصرة، وإذا كُنْتُ بحكم تخصّصي الأدبي لا استطيعُ أن احكمَ على
مؤلّفات الأستاذ حُكم المتخصّص المنقّب، ف! ني سأنقلُ عن ذوي
الاختصاص ما سجَّلو 5 عن هذه الأعمال المجيدة، وابدأ بما قاله هو عن
عمله في هذا المجال، نقلاً عن كتاب ا لأستاذ محمد المجذوب.
قال الأستاذ الزرقا عن هذه المرحلة] مرحلة التدريس بكليات
الحقوق في سورية والأردن): "وفَّقني اللّه لإخراج سِلْسلتين من
المؤلَّفات، أولاهما هي السلسلةُ الفقهية، وعنوانُها العام (الففه الإسلامي
في ثوبه الجديد)، وقد بلغتْ أجزاؤُها أربعة مجلّدات، وقَدر اللّه لها البقاء
والذيوع، فهي مرجع للتدريس إلى اليوم، من سنة (0 0 4 ا هـ) في جامعة
دمشق وفي الجامعة الأردنية، وغيرهما؟ وتُعْتبَرُ من المراجع المعتمدة
لدى الفانونيين والشرعيّين والأساتذة والمدرّسين لموضوعاتها في جامعة
دمشق، ولا سيّما النظريات ا لإسلامية في الفقه الإسلاميّ، وهي مقرّرة في
جامعة دمشق.
هذه السلسلة بما تنطوي عليه من التبسيط في عرض الفقه وتبسيطه،
قد أوضحت المعقدات من القضايا الفقهية التي كانت تستعصي على غير
طلاب الفقه القارحين، حتى باتت بمتناول غير ذوي ا لاختصاص.
18

الصفحة 18