كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

والغايات في أحكام الشريعة، ويدرك فقه الأولويات، ويعلم انَّ الغايات
هي الثوابت، واما الوسائل فإنها غالباً ما تقبل التبدل والتغيُّر بتبدل
الأحوال والأزمنة والأمكنة ما حوفِظ على الغا يات (1).
ثم بيّن في التمهيد أنّه لا يمكن أن يأتي في التشريع لا في الإسلام
ولا في اي دين سماوي ما يناقض العقل ويصادمُه، ولكن من الممكن أ ن
يكون فيه ما تخفى على العقل حكمته وعلته، كمعرفة حكمة أنّ صلاة
الفجر ركعتان والظهر أربعاً وهكذا.
ومن اراء الشيخ في هذا الكتاب:
1 - بخصوص تفسير حديث النبي! شًي!: "مَنْ رآني في المنام فقد
راَني "، إنه حديث خاص بعصر الرسول! ي! وعصر الصحابة، وينتهي بوفاة
آخر صحابي شاهد الرسول ع! ي! ولو مرة، وعرف صورته الحقيقية، وليس
لهذا الحديث امتداد لا في الزمان ولا في الأشخاص.
من رأى شخصاً في رؤيا راَها، وقيل له: إنّه الرسول! يم فهي رؤيا
عادية، وذلك أنَّ نصَّ الحديث يفول: "مَنْ راَني. . . "، أي رأى الرسول
بذاته وهيئته وبصورته الحفيقية، ولا تتحقق معرفة أنه الرسول ع! ي! إلا لمن
يعرف صورته الحفيقية، وهم الذين راَوْه من الصحابة.
أما من لم يره، ولا يعرف صورته، فلا يمكن أن يقال: إنّه رأى
النبي بمصي!.
يذكر الشيخ انه طَوالَ سنوات عديدة كان منفرداً بهذا الرأي حتى
وقع على قولٍ لابن جُزَى الغرناطي المفسر يذكر فيه قولاً لبعض العلماء
مفاده: " أنَّ رؤيا النبيئ! ي! لا تصخُ إ لا لصحابيئ راه حافظ صفتَهُ. . . ".
(1)
العفل والفقه، ص 8 - 9. قلت: وتضاف إليها رابعة: وهي فهم النص في ضوء
بقية النصوص الأخرى المتعلقة بالموضوع نفسه (س).
180

الصفحة 180