كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

البحث: " إنّي لا أجد في اختلاف علماء الشريعة العصريين ما يدعو إلى
الاستغراب أغرب من اختلافهم الشديد حول اعتماد الحساب الفلكي
لتحديد حلول الشهر القمري في عصرنا هذا".
وبالنسبة لعلمائنا السابقين لا يستغرب رايهم، بل هو الأمر الذي
ينبغي ان يصار إليه، وذلك بسبب اختلاف العصر، وما أنجزه العلم
حاليا، ويرى الشيخ انَّ علماء سلفنا الأولين لو أنهم وُجِدُوا اليوم في
عصرنا، وشاهدوا ما وصل إليه علم الفلك من تطوّر مُذهل لغيَّروا رأيهم.
ثم أورد في خاتمة المقال ما دار في المجمع الففهي حيث أصدر
المجمع فراره بعدم اعتماد الحساب الفلكي لإثبات الشهور القمرية،
وكان الشيخ هو المخالفَ الوحيدَ للقرار.
5 - ميقات الإحرام للقادم بالطائرة: يرى الشيخ أنَّ الفدوم جوأ لا
نصَّ فيه، وإنَّ حديث المواقيت المكانية إنّما يُحمَلُ على الطرق المعروفة
في زمان النبي! ك! يو، وأنّه نصَّ على ثلاث جهات دون ذكر لجهة الغرب،
فالمسألة خاضعة للاجتهاد، وفي هذا يقول بأن القادم بالطائرة إذا نزل قبل
أحد المواقيت فيحرم من عند الميقات الذي سيمرُّ به، وإذا كان نزوله
داخل الميفات فحكمه حكم أهل البلد المقيمين فيه، فالذي يطير من
الأردن مثلأ إلى جدة من فوق المدينة ميقاته جدة كأهل جدة، وليس عليه
أن يحرم في الطائرة إذا مرَّ فوق المدينة المنورة، مع ما في الإحرام في
الطائرة من حرج شديد.
ويرى الشيخ أن الأغرب من هذا أن يطلب من الشخص ان يحرم من
بيته قبل الطيران ومثَّل لهذا بشخص يأتي من موسكو فى الشتاء كيف
يستطيع أن يحرم؟!.
!!!
1182

الصفحة 182