كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

2 - روح الشريعة الإسلامية
وواقع التشريع اليوم في العالم الإسلامي
هذا البحث في أصله محاضرة ألقاها الشيخ - رحمه اللّه -في الملتقى
السابع للفكر الإسلامي، الذي عفد في الجزائر، في مدينة تيزي أوزو،
سنة (975 ام) (1).
وفي هذا البحت عرضٌ لجوانبَ ثلاثةٍ شملتها المحاضرة:
الجانب الأول: روح الشريعة الإسلامية: مقدماً لهذا الجانب
بتعريف الإسلام والشريعة، حتّى يصلَ إلى المراد بروح الشريعة
الإسلامية، ويعني بها: إقامة النظام الأكمل والسلوك الأمثل في حياة
الإنسان فرداً وجماعةً، مع مراعاة قدرته وظروفه كلها: من غرائز،
وحاجات، ودوافعَ، وموانعَ، وأعرافٍ، وعواملَ نفسيةٍ، واجتماعيةٍ،
وبيئيةٍ، وكل ما يحيط بالتكليف من أمور جديرة بالرعاية والاعتبار، وفي
طليعتها المبادئ والمثل ا لإنسانية والأخلاقية (2).
ثم استدل! على الصورة التي رسمها لروح الشريعة، بعدد من
النصوص من الكتاب والسنة: كقوله تعالى: " لَا يُكَلِّفُ أدلَه نَفسًا 4 لَّا
وُشعَهَا " أ البقرة: 286). وقوله تعالى: " وَلَا تَزِرُوَال! ر! و وِترَ أخرَ! ر"
أفاطر: 18)، وقوله تعالى: " وَأَن لّتَسَ لِلآدنممَنِ إِلَّا مَا سَعَى " أ النجم:
53 1، وقوله لمجي!: ((يَسّروا ولا تعسّروا، وبشّروا ولا تنفّروا "، وغيرها.
(1)
(2)
يبدو أن الشيخ رحمه اللّه كان يحرِصُ على حضور الملتفى الإسلامي في
الجزائر، وللجزائر في قلبه مكانةٌ تظهر من خلال قصيدته عن انطباعاته
ومشاعر 5 هناك، رإجع ديوانه، ص 43 - 5 4.
ص 6 من البحث.
186

الصفحة 186