كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

ثم ذكر الخطوط التي تصوِّر لنا روح الشريعة استيحاءً من اصولها،
وهي ثلاثة:
1 - قاعدة الاستحسان والمصالح المرسلة، لبناء الأحكام على وَفْق
المقاصد العامة للشريعة الإسلامية، في جلب المصالج ودرء المفاسد،
كالتفريق بين الزوجين لففد الزوج، كما أفتى به سيدنا عمر رضي اللّه عنه؟
عملاً بقوله تعالى: " وَمَا جَحَلَ عَلَتكُؤ فِى ألذِينِ مِن حَرَص! " أ الحج: 78)،
وكذلك إنشاء الدواوين ونظام السير على الطرق في عصرنا الحاضر. .
2 - المبادى الإنسانية، مثل ما تقتضي به الشريعة من نظام الزكاة،
ونفقات الأقارب، وإنظار المدين المعسر، (نَظِرة الميسرة)، وتحريم
الربا، وتحريم التمثيل بالقتلى، وغير ذلك، مما هو معروف ومبثوث في
أحكام الفقه الإسلامي.
3 - التمسك بالمقاصد الثابتة، والتساهل في الوسائل المتطورة.
موقف الشريعة واضح في التمسّك بالمقاصد التي تعتبر ركناً في
تنظيم الحياة، وهذه ثابتة لا تقبل التغيير، كالشورى في الحكم، والعدل
فيه، واعتبار 5 تكليفاً لخدمة الأمة بأمانة، وإحقاق الحق، ورد الأمانات،
اما الوسائل فتتعلّق بطرق التطبيق، واساليبه المحققة للمقاصد، والتى
يمكن أن تقوم فيها طريقة مفام أخرى، وأسلوب مقام اخر (1).
أما الجانب ألألثاني من المحاضرة والذي يتعلّق بواقع التشرجع في
العالم الإسلامي، فهو يتحدّث فيه عن واقع تطبيق الشريعة في البلاد
الإسلامية، أكمله خلال حديثه عن الجانب الثالث: الذي تطرّق فيه إلى
محاولات تقنين الفقه الإسلامي، وأشار إلى اللجنة التي تضع القانون
(1) ص ه أ -6 أ من البحث.
187

الصفحة 187