كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

لقد كان هذا البحث - للشيخ رحمه اللّه -خلاصة دقيقة، مفيدةً، في
باب معاملات المصارف، وكانت معالجة الشيخ لها معالجة عميقة، تدلُّ
على تمكُّنه من أعمال المصارف الإسلامية والبنوك بعامة.
4 - العبادة في الإسلام لا يجوز أن تَصْحَبَها الموسيقا
هذا المقال في أصله جواب أو تعقيب على من يريد ان يصوغَ بعض
سور القران في مقطوعات من الموسيقا المجرّدة خدمة للقران. 0.!!!
فأجاب الشيخ على هذا الموضوع بمقال نشره في (مجلة الأزهر)
ج (1) المجلد (32) سنة (960 ام)، ويبدو أنّ الشيخ أعاد نشرها في
مجلة (حضارة الإسلام) سنة (963 ام)، ونشرت أخيراً ضمن فتاوى
الشيخ، صا 0 1.
والواضج أنّ وضعها ضمن الفتاوى مردُّه إلى أنها صدرت بالحكم
الشرعي الذي يراه الشيخ في هذه الحالة - وهو الحرمة -.
ذكر الشيخ انَّ نظام العبادة في الإسلام قد بُني على اساسين:
الأول: غاية العبادة: والتي تتمثل بإصلاح النفس والرقيّ بها،
لتكونَ عنصراً نافعأ طيبأ، يَنفجُ بالخير والنصج، ويتوقى الشرَّ والضرَّ،
فبعض العبادات تجب مرة في العمر، وبعضها مرةً في السنة، وبعضها
يتكرر عدة مرات في اليوم.
وهناك عبادات ذاتُ غاية سياسية واجتماعية، كالحج والزكاة؟ لأن
غاية العبادة تمحيصُ المكلف لخير نفسه وخير المجتمع. . .
وبحسب المشفة الطبيعية في العبادة يكون التكرار فيها، فالحج مرة
في العمر، والزكاة والصيام عبادة سنوية، أما الصلاة فهي الأخفُّ عبئاً؟
والاكثرُ ذِكراً ومناجاة دلّه تعالى، ولذا كانت متكررة.
191

الصفحة 191