كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

كالعدالة، والسلام، واحترام حقوق النساء، والأطفال، والضعفاء.
6 - الأساس الأخلاقي: مَهَمَّةُ الإنسان الأساسية أن يكون! سواً
نافعاً في المجتمع، وهذا يستلزم منه امرين: (أ) أن يكون عاملاً بجد،
متفناً لعمله. (ب) أن يكون محبأ للخير، ومشاركاً في العمل لمصلحة
المجتمع، وأن يعدَّ الناس إخواناً له.
وفي خاتمة المقال قال - رحمه اللّه -: "وهنا أريد أن انبهَ إلى ناحية
هامة، هي أن الإسلام لا يطبقه اليوم أبناؤه في البلاد الإسلامية تطبيقاً
كاملاً، ولا صحيحاً، بل معظمُ أعمالهم منحرفة عنه، فالإسلام ليس
أشخاصاً، بل هو مبادى ونظام، فلا تُؤخذُ حقيقتُه من أعمال أهله
المخالفين لتعاليمه، ملوكاً كانوا او رعايا، وليست أعمالُهم حُجَّةً عليه،
بل هو حُجَّة عليهم ".
6 - الفكر العلمي والفكر العامي
هذه مقالة قديمة للشيخ، نشرها في مجلة (الشهاب) سنة (367 ا هـ
= 948 ام)، ج (1)، س (1)، عدد المحرم، وفي هذه المقالة ميّز بين
الفكر العلمي البصير: الذي يتطفع إلى العلل، ويولع بالنفاذ إلى أعماق
الأمور، ويوازن بينها وينقد، فيقبل ويرد، ولا ينطبع بكلّ ما يلقى إليه،
أي أنه فكر فيه موهبة التمييز، فهو في بلوغ، يسير إلى نبوغ.
ويذكر أمثلةً على الفكر العلمي الناقد من سيرة الإمام مالك، وسيرة
الإمام ابي حنيفة رحمهما الله تعالى، اللذيْن كانا يميزان بين الفكرين، ولا
يفيمان للفكر العامي وزناً، وخاصة في تمييز الشيوخ والعلماء الذين
يتلفيان العلم على أيديهم، فيقول رحمه اللّه:
" وأعظمُ توفي! يوفَّقه طالب العلم في نشأته العلمية الأولى: ان يميز
194

الصفحة 194