كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

بين من يصلُحون لأنَّ يتّخدَهم قدوة لخُلُقِه، ومهذِّبأ لروحه، وبين من
يصلُحون لأنْ يتَّخذَهم قادةً لعقله ومكؤَنين لفكره، كما كان عليه أبو حنيفة
ومالك وأمثالُهما رضي اللّه عنهم، وهذه منزلةُ الطلاب.
فكم من أستاذ تلتمِسُ هدايتَه ودعاءَه وبركتَه، ولا يستقيم لك ا ن
تأخذ كلَّ ما يالقي إليك على أنه علم موزون معاير، وإنّما يجب أن تلتمسَ
غذاء عقلك العلمي فيمن هو أوفى فكراً، وأنفذُ بصيرةً، وافقهُ رأياً،
وأعرفُ بأصول الشريعة وقواعدها، وتمييز صحيج الفهم من فاسده ".
7 - عَظَمَة محمد خاتأ رسل ال! ه لمجي! مجمع عظمات البشرية
هذا الكتاب في أصله بحثٌ قذمه الشيخُ إلى مؤتمر السيرة والسنة
النبوية الثالث، الذي عُفد في دولة قطر، في المحرم (400 اهـ=
980 ام) بمناسبة حلول القرن الخامس عشر الهجري (1)، ثم طبع في دار
القلم بدمشق عام (987 1 م).
لفد وقع اختيار الشيخ على جانب من جوانب موضوعات المؤتمر،
وهو (عظمة الرسول ع! يِ! ومقوماتها في المقاييس الإنسانية الثابتة للعظماء
في الحياة البشرية على مدى التاريخ).
إنّ حبَّ الشيخ مصطفى رحمه اللّه للرسول! ي!، هو الدافع الأول
لتسطير حروف البحث، ثم إنَّه رحمه اللّه يرى "أنْ لا منجاةَ من هذه التعاسة
لهذه الأمة المتفرِّقة الممزَّقة الجهلاء بعد الاستعمار البغيض؟ إلاَّ بالرجوع
(1)
وقدم في المؤتمر بحوث قيمة لعدد كبير من العلماء، وطبعت هذه البحوث في
سبع مجلدات.
يقول الدكتور محمد عبيدات: وقد كان لي شرف المشاركة في هذا المؤتمر،
وكان شيخنا الجليل رحمه اللّه مجليأ فيه كعادثه.
195

الصفحة 195