كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

إلى اللّه وطريق الإسلام الجامع، ذلك الطريقُ الذي بنى فيه الأسلافُ
الأجدادُ أعظمَ صروح الأمجاد والحضارة الإنسانية، في كل مَهْيَع ومُنتجعٍ
ومُرتادٍ لأمة الإسلام، التي أراد اللّه لها أن تكون خيرَ امة اُخرجت للناس،
بفضل دينها المنير، وبقيادة رسولي الأعظمِ محمدِ بنِ عبد اللّه! و" (1).
وفي هذا الكتاب استقرأ الشيخ واستفصى أسباب العظمة، فوجدها
تقوم على دعائمَ أهمها أربع:
الأولى: الصفات النفسية، والأخلاق الشخصية، في الشخص
العظيم.
الثانية: مدى الإبداع والسمو في المبادى وا لأعمال التي أتى بها.
الثالئة: مدى كفايته، وبخاصّة في تحقيق منهاجه الإصلاحي، أ ي
مدى قدرته التنفيذية.
الرابعة: مدى نجاح العظيم في تكوين جيلى قيادي صالج، مؤهَّلى
لحمل مسؤولية المحافظة على المبادى ومتابعة تنفيذها.
ثم بدأ بعرض هذه الدعامات، واحدة واحدة، وأخذ يستدلّ لها من
سيرة المصطفى! لمج!، بما يثبت مدلولها، ويؤصِّلُها، كصفة ثابتة للمصطفى
! و، بأسلوب را ئع، مشوّق، سلس العبارة، قوي التأ ثير، واضج ا لدلالة.
وفي ختام البحث عرض لكتاب (مايكل هارت) الأمريكي الذي
جعل عنوانه (أعظم مئة رجل) في التاريخ، ووضع سيدَنا محمداً! ي! في
رأس قائمة المئة، باعتباره أعظمَ العظماء في تاريخ البشرية، وأورد الشيخ
رحمه اللّه الفارقَ بين بحثه عن عَظَمة سيدنا محمد! ي!، وكتاب (مايكل
(1) مقدمة الكتاب، ص 6.
196

الصفحة 196