كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

ح هارت) وملخصه: أن ذلك الكتاب نظر إلى عظمة النبي - صلى الله عليه وسلم - من حيثُ
درجة التأثير الذي أحدثه في العالم، وهذه نظرته لبقية المئة، سواء أكان ما
جاؤوا به خيراًاو شراً، وبحثُ الشيخ يعرضُ للعظمةِ في مقوِّماتها الذاتية،
لا في درجة تأثيرها، وهذه العظمةُ خيِّرة في ذاتها، وليس فيها انحراف،
ولا غُلو، بل توازن، وكمال إنساني، في أعلى مراتبه.
فالعظيم من رجال! التاريخ، إنّما يشتهر غالباً في ميدان واحد، أو
اثنين من ميادين العظمة، على أنَّ كثيراً من هؤلاء العظماء قد يكونون غلاةً
في الناحية التي برزوا فيها غُلوّاَّ يَؤدي إلى انتكاسة وإضاعة، ويكونون
مقصّرين أو سيئين في بقية النواحي، التي ليس لهم فيها تبريز وشهرة،
فيكون الخطيبُ البليغُ جباناً شحيحاً، ويكون الشجاعُ فاسقاً ظالماً،
منتهكاً للحرمات والأموال!، أمّا أنْ يكونَ المرءُ عظيماً في الشجاعة،
عظيماً في الحرب، عظيماً في السِّلم، عظيماً في العدل!، عطيماَّ فَي
الصّدق، عظيماً في العقل وفي العزم وفي الحكمة، عظيماً في الأخلاق،
ظاهراً وباطناً في السر والعلن، عظيماً في البلاغة وجوامع الكَلِم، عظيماً
في التشريع والقضاء، بحيث يكونُ هو الشابَّ المثاليَّ منذ شبابه، والأمينَ
المثاليَّ، والتاجرَ المثالي، والصديقَ المثالي، والزوجَ المثالي، والابَ
المثالي، ثم القائد المثالي، والمربيَ المثالي، فإنَّ هذه العظمةَ الشاملةَ"
هي فوق مراتب العظماء، إنها عظمة محمد - صلى الله عليه وسلم - النبي العربي، خاتم
الائبياء و" أللَّهُ أَغلَمُ حَيْثُ تحعَلُ رِسَالَتَه مهو أ الائعام: 4 2 1).
وقد ترجم هذا البحث إلى الإنكليزية، ونشرته المؤسسة الإسلامية
في بريطانية عام (92 9 1 م) بعنوان Muhammad The Perfect Model For Humainty

***
197

الصفحة 197