كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

طالبيه في المتون، وتحصَّنَ في الشروح، واستعصى على طلاّبه في اللغة
المغلقة والأسلوب العفيم " (1).
وهذا الطراز الفريد من أسلوب الكتابة في الفقه جعل الشيخَ جديراً
بأن يلقَّب بأديب الفقهاء وفقيه الأدباء بمعنى الكلمة. وطالما ذكر الشيخ
قول الإمام الزاهدي الحنفي صاحب كتاب (الفنية) على سبيل الطرفة
والنكتة: " إنَّ الفقيهَ الذي لا حظَّ له من الأدب واللغة لا يستحقُّ النفقةَ من
بيت المال وريعه المختص للفقهاء".
وحريٌّ بالذكر أنَّه إلى آخر عمره وقد نيف على التسعين من عمره
المبارك ظلَّ مكبّاً على مطالعة كتب الأدب العربي، وكان في مقتبل شبابه
مولعاً بكتاب السان العرب) لابن منظور، وبهذا الذوق الرفيع والهمّة
العالية وعى الشيخ كثيراً من اللغات الغريبة العويصة، واستطاع بتنقيبه
المستمر عن الفصيح الأصيل أن يستدرك أحياناً على المعاجم اللغوية
الحديثة، ومنها (المعجم الوسيط) وهو أفضل معجم عربي معاصر يُعتمد
عليه في نظره، ولكن الشيخ له استدراكات على كلمات وردت فيه،
واعتُبرت من وضع (المجمع) حسب الرمز المشار إليه بين القوسين
ب (مج).
وهنا أكتفي بضرب مثال واحد وهو تعليقه على كلمة (زُلَّخة) إذ جاء
في المعجم المذكور بصدد بيان معناها: "وهو روماتيزم يلحق أوتار
العضلات. . . (مج) "، فعقَق على ذلك الأستاذ الزرقا بما يلي: "ليست
(1)
مقدمة المدخل الفقهي العام، إخراج جديد: 1/ 5، طبعة دار القلم، دمشق،
418 اهـ-998 امح
36

الصفحة 36