هذا، ومعلولم أنَّ الشريعةَ الغرَّاء واسعةُ المدى في كلِّ عصير وبيئة،
لأنها رحمة للعالمين، بالنص، فكان الشيخ الجليل - رحمه اللّه تعالى-
معنياً بهذه المزيّه التي منحه اللّه إياها، لأنها مزيّه تفرّدت بها شريعة
الإسلام، دون سائر الشرائع، لأنها خاصة، وليست عامة للعالمين،
كشريعة الإسلام، لأنها تنزيل من عزيز حكيم!.
هذا شيء، وشي! آخر- وقد أدركه العالمُ الجليلُ رحمه اللّه تعالى-
أنَّ الشريعةَ الإسلامية، قد تكفّلت بالفيام بكل ما يفتقر إليه المسلمون،
وغيرُهم من الأمم، مهما تناءتْ بهم الديار، وتعدّدت قضاياهم وأنواعها
في كلّ عصر.
هذا، وقد كان الأستاذ الكبير - رحمه اللّه تعالى -معنياً بهذه المزيّه،
ولولا أنه كان من المجتهدين العظام لما وصل إلى ما تضمنته كتبه القيّمة
التي تُدرَّس في كلية الشريعة، وكلية الحقوق، في جامعة دمشق وغيرها،
منذ زمن بعيد حتى اليوم، وهي تتضمن من المعاني والأصول والفقه
الإسلامي باجتهاده المتواصل، طوال حياته.
أسبغَ اللّهُ تعالى على الشيخ الجليل: مصطفى الزرقا من نعيم جناته
في الآخرة، كما كتب اللّه تعالى له التفوّق في أستاذيته، والتعمّق في
مؤلَّفاته، في دنياه، ليكونَ نبراسأ للعلماء من بعده، واللّه ولي التوفيق.
والحمد للّه ربّ العالمين.
44