كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

مقدمة
الحمدُ للّه ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم
الأنبياء والمرسلين، وعلى اكه وصحابته الغرّ الميامين، وعلى من سار
على نهجه، واستنَّ بسُنَّته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد: فقد سزَني الأستاذ الشيخ محمد علي دولة بطلبه أن أكتب
عن شيخنا العلاّمة مصطفى الزرقا - رحمه اللّه - ذلك العَلَم الذي عزَّ نظيره
بين فقهاء هذا الزمن.
وكنتُ صحبتُ الشيخَ وتتلمذتُ عليه، وكان له أثرٌ كبيرٌ في تغيير
مسيرة حياتي العلمية، ولشدّة تأثّري به ومحبّتي له، كنتُ أدوِّنُ كلَّ شارد؟
وواردة، وكل كلمؤ أو دعابة أو نكتة علمية أو أدبية يذكرها في محاضراته
أو خارجها، وقد تجمَّع لدي الكثير من الأوراق، والقصائد، والرسائل،
التي كان يبعث بها إليئَ خلال أسفاره، أو أسفاري خارج الأردن.
وبعد أن شُغلتُ بالتدريس والعمل الإداري بَعُدَ ما بيني وبين تلك
الأوراق التي كتبتُها عن أستاذي رحمه اللّه، وكنتُ مع ذلك أعيدُ النظر فيها
والحسره تملأُ قلبي لتأخّري عن الكتابة عن الشيخ، حتى سمعتُ نبأ
وفاته، الذي أعادني إلى تلك الأيام والليالي التي لم تكن تمز دقيقة منها
إلاَّ ونحن نضيف إلى معلوماتنا معلومة مفيدة جديدة، أو خبرة من خبرات
الشيخ في حياته، كنا نعدّها من الكنوز النفيسة.

الصفحة 5