نظرَ إليَّ مغضَباً معاتِباً وقال: رايتُك طوال السنة الدراسية متهاوِناً في
الدراسة، مبدِّداًالوقت مع أصدقائك، ولم تشمَّرْ عن ساعدِ الجدِّ
إلا في شهرين قبل الامتحان. ولو أنك سمعتَ نصيحتي، وبذلتَ
بعضَ الجهدِ الواجبِ لظفرتَ بالاوليَّةِ. ما كانَ احسنها من نتيجةٍ!.
وعييتُ عن الجوابِ، مع أنِّي كنتُ ذا جدلٍ، لانَّه كان محقاً.
ثم نفعني اللّه بهذا التأنيب.
! مشهد: مضى ربعُ قرن، واسْتُكْتِبْتُ فصلاً في كتاب عن مناهج
المستشرقين، أقوِّمُ فيه بحثاً منشوراً لجوزيف شاخت عن الزكاة.
وقد بذلتُ وسعي في البحث، فاكتشفتُ وكشفتُ أن شاخت ارتكبَ
اخطاءً خطيرةً في الموضوعِ وفي المنهج، وتحيّزَ تحيُّزاً صارخاً
لا يليقُ بعالم، ناهيك عمّنْ يعتبَرُ عميدَ اَلمستشرقين المتعمقين في
الفقه الإسلامي.
وأُعجب الوالد بالبحث (1) فبعث إليَّ بالأبيات التالية:
مهداة إلى ابني العزيز أنس:
(شَخَخْثَ) علي شاختٍ شِخَاخِ مُهذَّبٍ وأدخلته في جُحْرِ ضَمب مُخرَّبِ
وكانَ اللعينُ الفدُّ حجة قَومِهِ أصبح زيفأ كالجهولِ المُرَكَّبِ
ومَهْمَا يَطُلْ بِالمَكْرِ والغِشِّ عُمْرُهُ فسَوْفَ يَحِيْقُ المَكْرُ بالمَاكرِ الغَبِي
سيأتيه كَشَّافٌ فَيَكْشِفُ زِيْفَهُ ويُظْهِرُهُ عُريانَ غَيْرَ مُضَبَّبِ
فأَقْبحْ بِجِلْبابٍ مِنَ المَكْرِ نَسْجُهُ فسَوْفُ يَعْودُ المَكْرُ غَيْرَ مُجَلْبَبِ
عمان 15 من شوال / 3 هـ14 هـ- 26/ 7 / 1983 م.
(1)
يمكن لمن يهمّه الموضوع الذي هو عن الزكاة من وجهة التاريخ
الاقتصادي أن يطلبه منّي بالبريد الالكتروني مع صورة الأبيات بخط الشيخ
ول ه 5. إ أ! ول ء!! كلا-4مة ل! 3! ول!.
51