كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

! مشهد: كان شديدَ الخوفِ علينا من رفاق السوء، ولاحط
شغفي وأخي نوفل في المرحلة الابتدائية بلعبة (الدَّحَل) في دمشق
(وهي كراتٌ زجاجيةٌ يتنافس الأطفالُ بدحرجتها على الأرض) نلعبها
مع أولادٍ في الحارة غير مرضيِّين، فمنعنا، واشترى لنا مثلها،
وصار يلاعبنا فيها في البيت.
*بر مشهد: كُنّا في حلب يومَ العيدِ، والوالد في الطريق أمام بيت
شقيقته لزيارتها ضحًى، وإذا بعمِّي الحاج محمد قادمٌ للغرض
نفسه. ينحني الوالد فيقبِّلُ يدَ شقيقه الاكبر في الطريق ثم يتعانقان.
7 - الاقتصاد في المعيشة:
كان الشيخُ يكرهُ الإسرافَ، وينبِّه عليه باستمرار:
ع! لاينبغي أن يبقى المصباحُ الكهربائي مضاءا ولاأحد في
الغرفة، ولاالثلاجة مفتوحة حتى تفكر ماذا تريدُ أن تأخذ،
ولاصنبور الماء مفتوحأ أكثر من القدر والزمن اللازم، ولابقية
طعام اليوم الفائت، تؤخّر بل يبدأ بها قبل الطعام الجديد، وقد
تفسدُ غداً نتيجة ذلك.
! وخيرٌ من التدفعة القوية والإسراف في الوقود ارتداءُ ألبسةٍ
شتويةٍ مناسبة مع تدفعة معتدلة، ولايجوزُ استخدام ورقي جديدٍ
للمسودات، بل تكتب على خلفِ الورقِ المتسعملِ. . . إلخ.
ك! كما كان الوالدُ يماكِسُ الباعة ببراعةٍ وهمّةٍ، ويتحيَّن الأماكنَ
والمواسمَ المناسبة للمشتريات المختلفة.
ء. وكان دائماً يفضِّلُ شراءَ سيارةٍ مستعملة قليلاً لكنّها بتعبيره
(نظيفة جدا، على سيافئ جديدةٍ، لأنّ سعر الأولى في العادة يهبط
أكثر من نسبة استعمالها.
55

الصفحة 55