كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

لقد كانت سعادتي غامرةً وأنا أعيدُ النظر في تلك الأوراق، وفي
إعادة قراءة مصنفات الشيخ رحمه اللّه، حتى تنبَّهتُ لطلب الأستاذ (محمد
علي دولة) بضرورة الالتزام بمنهج السلسلة التي ينوي إخراجها والسير
على منوالها. وقد كانَ طلبه بمثابة (الكوابج) التي تمسِكُ القلم عن السير
قُدُماً في تأدية الحق الذي يجب لأستاذنا في أعناقنا، ولعلَّ اَخرين فضلاء
يقومون بهذا الواجب إن شاء اللّه، فثمار الشيخ الطيبة تنتشر في كل أرجاء
العالم الإسلامي، ولو أردنا أن نضعَ ترجمةً وافيةً وشاملةً لطال بنا المفام،
فما نلتقي شخصاً عرفَ الشيخ، أو تتلمذَ عليه، أو سأله إلا ويسردُ لك من
المعلومات المفيدة، والمسائل الجديدة، واللطائف الظريفة ما لا يتَّسع له
كتاب واحد.
كما أننا لا نستطيع إحصاء من تتلمذوا على يد الشيخ في الجامعات
التي درس فيها، وأنَّى ذلك؟ وحياته التي قضاها في التعليم تقارب نصف
قرن.
إنَّ هذا الكتاب الذي اُقدِّمه للقرّاء عبارة عن مجموعة من
المعلومات اجتزأتها من جملة الأوراق والمفالات والمحاضرات التي
تركها لنا الشيخ رحمه اللّه هدفت منها إيراد تعريف عام موجز بأستاذنا
العلاّمة الزرقا.
والتزاماً بنهج السلسلة (علماء ومفكّرون معاصرون) سيكون
الكتاب في فصلين:
الأول: بعنوان ا لمحات من حياته).
والثاني: (تعريف بمؤلفاته)، ولا يفوتني ان أذكر في ختام هذه
المقدمة أنَّ أستاذنا الدكتور محمد فتحي الدريني، علاّمة السياسة الشرعية
وأستاذ الأصول - حفظه اللّه - قد تفضَّل بكتابة مقال موجز، شامل، يظهر

الصفحة 6