كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

0 1 - الفتوى الأخيرة:
لم تكن صِحّة الوالد صباح يوٍ م السبت 20/ 3 / 1420 هـ،
الموافق 3/ 7 / 1999 م حسنة، واتصلتُ بالطبيبِ صديق الوالد
الدكتور عبد الرزاق مخللاتي، فاستحسن إدخاله المستشفى لإجراء
بعض الفحوص، لكنَّ الوالدَ كره ذلك كثيراً وأباه، فرضي الطبيبُ
بقاءه في البيت إذا لم يطرا جديد. وبعيدَ الظهرِ نشطَ، وصلّى
الظهرَ، ثم زاره زميلانِ وهو في الفراش من مركز البحوث في
مصرف الراجحي في الرياض، للاطمعنانِ عنه، ولسؤاله عن (جوازِ
أن يشترطَ المضارِب تقاضي أجر إذا تفرَّغ لأعمال! المضاربة، فضلأ
عن حصته من الربح (فلم يرَ ذلك جائزاً، ووضّج بإيجازٍ. وبعد
انصرافهما ناداني، فأملى عليَّ خلاصة الجواب، ثم ناداني ثانيةً،
وقال: انطر شرحَ القواعد لجدِّكَ، اَخر قاعدة (كذا (، وأضفه إلى
الجواب. وبعدَ قليلى شعر بالتعب، فكان يُغفي قليلاً، ثم يفتجُ
عينيه، ويسأل! عن أذان العصر، ولم يكن قد حان، وأنا بجواره
ممسك بيده اليمنى، وما شعرتُ بوفاته إلا بعد الاذانِ بزمنٍ إذ لم
يفتج عينيه، واتصلتُ بالدكتور عبد الرزاق، فحضر وتفحَّص، ثم
قال: إنّا لئه، وإنّا إليه راجعون، توفي الشيخ.
رحم اللّه الوالد والوالدتين رحمةً واسعةً بما ربَّونا وأدَّبونا
وأفْضَلوا علينا وعلَّمونا. (آمين).
***
61

الصفحة 61