الجدّ كان موفَّقاً، وكان في محلّه، رحمه اللّه رحمةً واسعة (1).
وحينما كنا نجلس بين يدي استاذنا الشيخ مصطفى - رحمه اللّه-
على مقاعد الدراسة (في الجامعة الأردنية)، وحينما كنا نلتقيه، ونستمع
إليه ونقرأ كتبه، كنا نتساءل: كيف تكوَّن هذا الجبل بل البحر من العلم؟
وما هي العوامل التي أثَّرت في تكوينه؟ هل هي الدراسة على الطريقة
القديمة بالتلقّي المباشر عن العلماء؟ أم هي الدراسة في الجامعة السورية؟
أم هي كل ذلك؟ ام هي هبة من اللّه وكفى؟.
والإجابة على هذه التساؤلات تتضح من خلال تتبُّع مراحل طلبه
العلمَ، التي بدأت بالكتاتيب، وانتهت بالدبلوم العالي من جامعة القاهرة.
مراحل التعلم بإيجاز:
المرحلة الأولى -مرحلة الكتاتيب:
في هذه المرحلة المبكرة من عمره يدخل شيخنا إلى الكُتَّاب الذي يقوم
عليه الشيخ محمد الحجَّار، وهو شيخٌ متقن لعدد من العلوم، اهمها
القراَن الكريم تلاوةً وتجويداً وتفسيراً، وبالفعل هذا ما تمَّ مع استاذنا
الزرقا رحمه اللّه، حيث تلقَّى "القراءة، والكتابة، وتلاوة القران،
والحساب، وما إلى ذلك من مقرّرات الكتاتيب في ذلك العهد" (2) على
طريقة الكتاتيب، ومن الجدير بالذكر انَّ الشيخ محمد الحجار، هو استاذ
(1)
(2)
يلحظ من هذا أنَّ الزرقا الجد كان خبيرأ بالأساليب التربوية والتعليمية، وكان
لمّاحاً وذكياً، فلم يستخدم الضرب أو التعنيف، وجرَّبَ وسائل ناجعة في توجيه
حفيد 5 الوجهة التي يصلج لها.
ا لمجذوب، علماء ومفكرون: 2/ 3 4 3.
73