الشيخ الزرقا كما يفول! عنه الشيخ أبو زهرة فقيهاً في كل شيء، في بيته،
في طعامه، وشرابه، في تدريسه، في كلامه، في فتاواه. . . ".
9 - الذاكرة الوقَّادة:
كان الشيخ مصطفى يتمتَّع بذاكرة قوئة، وكانت مَلَكَةُ الحفظ لديه
سجيّة، وله قدرة عجيبة على استحضار ما للمسألة من شواهد وأدلة،
سواء في اللغة، أو الشعر والأدب، او الفقه واقوال! العلماء وغيرهم، فقد
كانت تمرّ بنا الكلمة الغريبة (خلال! المحاضرة) فيشرع الشيخ في تبيان
معناها، ويبدأ بالاستشهاد بأبيات من السان العرب) وغيره، فيروي
لامرئ القيس، والشنفرى، وأمية بن أبي الصلت، وغيرهم، بما يجعل
المحاضرة تتضمَّن عدة محاضرات في شتى العلوم، والشيخ وهو يتذكّر
هذا كله يقول! لنا: قرأتُ قبل ستين سنة كذا وكذا، ولهذه المسألة قصة،
فيرويها بتمامها.
0 1 - الدقة:
اشتهر شيخنا وأستاذنا (بالتشدّد) (1) والدقّة في العمل التعليمي،
وكان يُضرَبُ به المثل في قوته العلمية، وعطائه التدريسي، وفي صعوبة
اجتياز المواد التي يدرِّسها، وفي الوقت نفسه تجد من تخرَّج به يفتخر بأنه
من تلاميذ ا لأستاذ الزرقا.
يقول! الدكتور محمود عبيدات: سأل! أحد طلاب كلية الحقوق
بجامعة دمشق شيخنا الفاضل قائلاً: يا استاذ هل يشُترط ان يحفظ الطالب
عباراتك نفسَها في (المدخل الفقهي)؟ فقال! رحمه اللّه: "ابني! أنا لا
ألزمك بحفظ عباراتي إذا كنت تعطيني المعنى المراد بتعبيرك، لكن هذه
(1) في نظر الطلبة فقط، وللحق أنه فقيه نموذج في الاعتدال والوسطية.
90