كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

لقد أخبرني ذات مرة انه مُستا 4 جداً من جعل التعليم بمفابل مال
يدفعه الطالب، وذكر أنَّ ا لأصل في التعليم أن يكون مجانأ، لأنه يؤدي إلى
انتقاء الطلبة حسب قدراتهم العلمية وتحصيلهم الفعلي، بل إن الأستاذ
المدرّس في نظام التعليم المجاني لا يجد حرجاً في وضع معايير دقيفة،
ومتطفبات ذات مستوى رفيع، بحيث لا ينجج ولا يرتقي الطالب من مرتبة
إلى المرتبة التي بعدها إلا إذا وفَّى بهذه المتطلّبات، وابدى مفدرة
وجدارة؟ ومن هنا كنت تجد نسبة الرسوب عالية، في حين يتحرَّج ا لأستاذ
في ظل نظام التعليم بمفابل ان يطبق المعايير نفسها، فمثلاً هناك نسبة ممن
كانوا ضمن الراسبين يعدون من الناجحين في نظام (التعليم بمقابل) بسبب
(نظرة الرحمة) التي تأخذ ا لأستاذ وهو يتَّخذ قراره في مثل هؤلاء.
قد تكون فكرة أستاذنا الزرقا رحمه اللّه منطبقة على حالته هو لا على
غيره، وقد تكون منطبقة على حِقبة ومنطقة معينة، كالتعليم في دمشق في
العصر الذي كان الشيخ مصطفى فيه أستاذاً، والمدّة التي تلتها فقط،
وبالنسبة لأساتذة معينين، ولا يخفى أنَّ هذه الفكرة لا تنطبق على عدد
ليس بالقليل من الجامعات التي تتبع النظام المجاني، ولا يوجد فيها ذلك
التشديد، والعكس صحيح.
1 1 - العلوم التي اشتَهَر بها وأتقنها:
نظراً للمنهج التربوي والتعليمي الذي تلقَّى أستاذنا العلم على
وفقه، ونظراً لتنوُّع المصادر المعرفية، والمجالات العلمية التي تناولها
في مراحل تعليمه المختلفة، برز الشيخُ في عدَّةِ مجالات علمية أهمها:
أ- الفقه: فالشيخ رحمه الله درس الفقه الحنفي دراسةَ معمَّقة حتى
تضلَّع منه، وأصبحَ المذهبُ مستحضَراً بين يديه أصولاً وفروعاً، قواعد
وكليات، نصوصاً وأدلة.
92

الصفحة 92