كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
علمية - يكادُ ينحصر في تخصص علمي واحد، كالأصول، والتفسير،
والفقه المذهبي. . . إلخ.
ولكن يستثنى من هؤلاء العلماء: الأستاذ الإمام، فهو إمام المصلحين
في العصر الحديث، وله جهودٌ طيبةٌ في دراسة علم التوحيد، والتفسير،
واللغة العربية، ومحاربة الجمود والتقليد والباع والمنكرات، والدعوة
إلى الإصلاح الشامل، وفهم الدين على طريقة السلف، ولاوجه
للموازنة بينه وبين الشيخ المطيعي، فلكل منهما منهجه العلمي الذي
يعكس ثقافته، والذي حملني على ان اسلكه مع علماء عصر هذا الشيخ هو
الردُّ على ما ذهب إليه أستاذنا محمد حسن الزيات -رحمه الله - من أنَّ
الشيخ عارض الإمام في دعوته إلى الإصلاح، وأنَّ هذه المعارضة كان
مبعثها شهوة المنافسة، وتحريض اولي السلطة.
أمّا مولفات الشيخ المطيعي فقد بلغت نحو اربعين مؤلفأ، وشملت كلَ
فروع التخصصات في الدراسات الإسلامية غالبأ، بالإضافة إلى الفتاوى
التي تجاوزت عِدة اَلاف، ويكفي أنه في فترة عمله مفتيأ رسمئأ اصدر نحو
ألفي فتوى كما ذكرتُ من قبل. . ومن ثَمَّ يحتل الشيخ منزلة متميزة بين
هؤلاء العلماء الذين عاصروه من حيث كثرة مؤلفاته وتنوعها، بالإضافة
إلى فتاويه الجمّة، ومحاضراته الفكرية والاجتماعية الكثيرة.
هاذا كان هؤلاء الأعلام فيما عدا الأستاذ الإمام محمد عبده قد تولوا
مشيخة الأزهر، ف! نّ الشيخ المطيعي قد رُشّح مرتين من قبل الخديوي
لهذه المشيخة، فلم يوافق رئيس النظار على ذلك (1)، ولعلّ عدم
الموافقة مردُّها إلى ما عُرِفَ عن الشيخ من شجاعة وصراحة في أحكامه
القضائية.
(1)
انظر: أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث، ص 1 1 1، 18 1.
0 0 1