كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

كل من الشيخ المطيعي والشيخ إبراهيم فقال:
" يتذوق اكثر المتعلمين اليوم البلاغة، ولذلك لا يرضيهم من المؤلف
ان يكتب موضوعه كما اتفق، بل يرغبون أن يصوغه في قالب مقبول،
ويعرض عليهم زبدة مما محّص وحقق، مثال ذلك كتب الشيخ محمد
بخيت، وكتب الشيخ أحمد إبراهيم في الفقه، فالأول على جلالة قدره
في هذا الفن لم يُكْتَبْ لمصنفاته القبول، كما كتب لمصنفات الشيخ
الثاني، وذلك لأنَّ الشيخ أمحمد) بخيت لم يرزق من نعمة البيان ما يؤهل
كتبه للاستحسان عند العارفين، ونالت مصنفات الاَخر موقعأ من النفوس
لما كتبت به من طراز جميل ".
وردَّ الدكتور محمد رجب البيومي على رأي الأستاذ كرد علي قائلاً:
"أنا لا أنتقص كتب العلامة الكبير أحمد ابراهيم رحمه الله، ف! نّها في
الذروة، ولكني اقول: إنَّ الرجل الكبيرَ كان يكتب محاضرات لطلبة كلية
الحقوق، وطلبة الدراسات العليا بها، فاضطر إلى نظام خاص يلائِمُ
المنهج الجامعيَّ، أمّا الأستاذ الشيخ محمد بخيت المطيعي فيكتب
للخاصة -والعامة معأ، ولا يلتزمُ منهجأ جامعيّأ، وإذا كانت النصوصُ
الفقهيةُ تتوالى في آثاره. . . فإنَّ هذه النصوص في صميم الصميم من
الرشدية، وأقبل على المطالعة الخاصة، فاحسن التركية والفرنسية،
وتذوق الفارسية، وقد عمل في شبابه بالصحافة، وزار مصر أكثر من
مرة، وقد تولى وزارة المعارف مرتين في عهد الانتداب الفرنسي، من
مؤلفاته: "خطط الشام " ستة مجلدات، و" الإسلام والحضارة العربية "،
و"أقوالنا وأفعالنا"، و"المذكرات" خمسة أجزاء، كتب بعضها وقد
تقدمت به السن، فلم تخل من اضطراب في أحكامه على الناس
والحوادث، توفي بدمشق سنة (372 اهـ= 953 ام). الأعلام،
للزركلي.
102

الصفحة 102