كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

الموضوع، وهي أقربُ إلى مقياس المؤلف وميزانه، وأدل على وجهته
وحكمه، وأنفع لمن يريدُ المراجعة والاستناد". . . ثم قال:
"وأذكر أنّ الأستاذ محمد كرد علي قد ملأ كتابه عن الحضارة العربية
بجزأيه الكبيرين بنصوص كثيرة من المحدثين والقدماء شرقأ وغربأ،
بحيث لو جردت الكتاب من هذه النصوص لم يكد يبقى منه شيءٌ، ولو
قال قائل: إنَّ النصوص المتوالية قد أضعفت الكتاب؟ لأصاب، هذا وهو
يكتب في موضوع اجتماعي حضاري، لا في مسائل فقهية ذات دقة
وتركيز، الحق أنَّ الرجل الكبير كرد علي قد ظلم الشيخ المطيعي حين
نقد " (1).
واشار الدكتور محمد رجب البيومي بعد ذلك إلى أن الأستاذ كرد علي
في كتابه "أقوالنا وأفعالنا" قد عرّض بالشيخ محمد بخيت على وجه
الانتقاص، وهاجم غيره من الفضلاء، وهو ما يجعلنا نبحث عن سبب
ذلك، إلا أنّ السياق العام للموضوع لا يقتضي هذا الشرود (2).
إنّ الأستاذ محمد كرد علي قد جارَ في حكمه على مؤلفات الشيخ
المطيعي، فليس لهذا الحكم حيثيات علمية، ولعله ذهبَ إليه في خريف
عمره، ففيه اضطربت أحكامُه على الناس (3)، بل كان في بعض هذه
الأحكام يهاجِمُ كتّابَ مصر وعلماءها في عبارةٍ لا تليقُ بتاريخه الأدبي
والعلمي.
وليس لهذا الموقف سبب منطقي من رجلى هاجرَ إلى مصر اكثر من
(1)
(2)
(3)
قلت: كرد علي ليس فقيهأ حتى يصح نقده وحكمه على كتب الشيخ
محمدبخيت (ن).
انظر: النهضة الإسلامية في سير اعلامها المعاصرين: 3/ 333.
انظر: الأعلام، للزركلي.
103

الصفحة 103