كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

مرة، وقوبل في كل مرة بالحفاوة من علمائها وأدبائها، ويسّرت له إصدار
مجلة (المقتبس) والمشاركة في تحرير جريدتي (الظاهر) و (المؤيد).
ويبدو أنّ ما قاله عن نفسه بأنّه خُلِقَ عصبيَّ المزاج دموئهُ كان من وراءِ
مواقفه المضطربة في حكمه على الناس والحوادث وبخاصة في ايامه
الأخيرة.
3 - جملا القول:
إن الشيخ المطيعي كان بالنسبة لمن عاصرهم اغزر تأليفأ، وأومع
أفقأ، فقد كتب في كل فرع من فروع الدراسات الشرعية، كتب في
العقيدة، وعلوم القرآن الكريم، وعلم الحديث، والفقه والأصول،
وقضايا إثبات الأهلة، والبدع والمنكرات، ووظيفة الإفتاء، بالإضافة
إلى الردِّ عمّا أثيرَ حول الإسلام والقرآن الكريم من شبهاتٍ؟ مثل: كتاب
" حقيقة الإسلام وأصول الحكم ".
وهذا لا يعني غضأ من اولئكم العلماء الذين عاصرهم، فقد أدى كل
منهم رسالته العلمية، وفق ئقافته ومنهجه وعكوفه على التأليف، وإنْ كانَ
لبعضهم كالشيخ احمد إبراهيم تميّزٌ في الدراسة الفقهية المقارنة؟ لأنّ
البيئة الجامعية كانت تقتضي هذه الدراسة للطلبة في مرحلتي الليسانس
والدراسات العليا.
ولكن يظل مع هذا للشيخ المطيعي بوفرة ما كتب منزلة خاصة، ويدعم
هذه المنزلة أنه تفرد -دون معاصريه - بالفتاوى الكثيرة التي يصعبُ
حصرها، فلا غرو أن طبّقت شهرته ومنزلته العلمية العالم الإسلامي كله،
ولذلك كانت ترد إليه الفتاوى من كل البلاد الإسلامية شرقاً وغرباً،
وما كان يتوانى عن الردّ عليها وإرسالها على نفقته، بل إنه - كما ذكرت من
قبلُ - اختار ثلاثة من تلامذته لمعإونته في الردِّ بريديّأ على هذه الفتاوى،
4 10

الصفحة 104