كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
وقد اشتملت هذه المنظومةُ على كلِّ قضايا علم التوحيد؟ من
الإلهيات، والسمعيات، والنبوّات، بالإضافة إلى ما جاء عن الصحابة،
وبعض النصائج الأخلاقية.
لقد تحدّثتِ المنظومةُ عن الإيمان، وما يعتريه من نقص وكمالٍ،
وصفاتِ اللّه تعالى، والتأكيد على انَّ القرآن الكريم غيرُ مخلوقٍ، وأنَّ كلَّ
الأفعالِ مخلوقةٌ للّهِ، وللعبيدِ جزاءُ كسبهم:
وإنّما الجزاءُ للعبيدِ لكسبِهم في المَذْهَبِ السَّدِئدِ
كذلك عرضتْ للقضاء والقدرِ، وقد فصّل الشارحُ القولَ في اراء
الفرق الكلامية في هذا الموضوع.
وتحدّثتْ بعد هذا عن الإيمانِ برؤية اللّه، قال الناظِمُ:
ورؤيةُ المؤمنِ دلّهِ واقعة غداً بلا تناهي
لكن بلا إحاطةِ أو كيفِ فَمِلْ عَنِ الهَوَى لأِهلِ الزَّيفِ
ثم عرضتْ للإيمان بالملائكة، والحوض، والصراط، والنشر،
وفتنة القبر، ومهمة الرسل، وشفاعة النبيِّ! ي!، ومعجزة القرآن.
واستطردت إلى الكلام عن الصحابة، وأنّهم أئمةٌ عدو 4، ورتّب الناظمُ
منازلهم، التي بدأها بالصديق، فالفاروق، ثم عثمان، وعلي رضي اللّه
عنهم، واشارَ إلى مراتب الأنبياء وعصمتهم صلوات اللّه وسلامه عليهم.
وانتقل إلى الحديثِ عن التوبة والخلود في النار، فقال:
ثُمَّ الخلودُ واقغ في النارِ بِالكُفْرِ لا سِوَاهُ مِن اَؤزَارِ
بل كلُّ عَبْدٍ ماتَ وَهْوَ مُؤْمنُ وَلَوْ عَصَى له الجنانُ مَعْدِنُ
فإنْ عصى وماتَ غيرَ تائبِ فالأمرُ فيهِ للكريمِ الواهِبِ
وقد ردَّ على الخوارج فيما ذهبوا إليه من انّ ارتكابَ الكبيرة يخرِجُ
المؤمن من الإيمان.
113