كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
وجاء ختامُ المنظومة بالدعوة إلى وجوب الأخذ بالأسباب، وائه
لا ينافي التوثُلَ، وأنَ على المقفدِ ان يعتمدَ على الأئمةِ، وأنّ نصبَ
الإمام (1) واجبٌ على الأمة.
وأخيراً قدم الناظِمُ عدّةَ نصائح اخلاقية.
إن شرح الشيخ المطيعي للمنظومة شرحٌ علمي يمتازُ باستقراء الاَراء،
والترجيح بينها؟ طوعا للدليل، دون تعصُبٍ لرايٍ مهما تكن منزلةُ قائِلهِ،
كما يمتاز بدقة الصياغة ويُسْرِها، ومن ثَئمَ يُرضي الخاصّة والعامّة على
السواء.
على أن الشيخَ في شرحه ما كان يقتصِرُ على تقديم اَراء الفرق في قضايا
علم الكلام، وإنما كان يتطزق إلى بعض المسائل الخاصّة بعلوم اللغة،
والنحو، والبلاغة، والفلسفة، فهو يقول مثلاً في شرح البيت الثاني من
المنظومة:
"ف (ألْ) في الحمد إما جنسيةٌ، وإما استغراقية، وعلى الأول يكونُ
(الحمدُ دثه) على معنى حقيقة الإيجاد والوجودِ وجنسهما لته تعالى، وعلى
الثاني يكونُ (الحمد دثه) على معنى كل إيجادٍ وموجود له تعالى، وهما
متلازمان، لأنه متى كان جنسُ الإيجادِ والوجودِ له تعالى وحقيقتهما،
كان كلُّ إيجاب وموجود له تعالى، ومتى كان كلُّ إيجادٍ وموجودٍ له تعالى
كان جِنسُ الإيجادِ والموجود وحقيقتهما له تعالى، ومتى كانت كل
الموجودات له تعالى بالافتقار والحاجة، كان هو تعالى لها ايضأ بالفيض
والوجود. . . ".
وزبدةُ القول: إنَ هذا الشرحَ يعدُ موسوعة في علم التوحيد؟ لأنه
احتوى على أهئم اَراء الفرق الكلامية، وكانت للشيخ مواقفه آلعلمية
(1)
اي: الإمام الاعظم (الخليفة) ن.
114