كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

الإيجابية في كثير من هذه الاراء، كما كانت له أيضأ تحليلاته التي تعئرُ
عن عمق ثقافته وسعتها مما يشهد له بالتبحُر في علم الكلام وغيره من
العلوم الإسلامية بمفهومها المعاصر، والعلوم العربية بوجه عام.
2 - تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد:
من القضايا التي اختلفت فيها آراءُ العلماء الصفةُ الشرعية لزيارةِ قبر
رسول الله! شًه!، فمن هؤلاء العلماء مَنْ رأى ان هذ 5 الزيارة غير مشروعة،
وإنها بدعة (1)، ومنهم من ردَّ على هذا الرأي، واثبت بالدليل انَّ الزيارة
مشروعةٌ وليست بدعة، ومن هؤلاء قاضي القضاة شيخ الإسلام في عصر5
تقي الدين أبوالحسن علي بن عبد الكافي السُّبكي الأنصاري الخزرجي،
والد التاج السبكي صاحب الطبفات (ت: 756 هـ= 1355 م) فقد الّفَ في
هذا الموضوع كتابأ سمّاه " شفاء السقام في زيارة خير الأنام "، راى فيه الشيخ
المطيعي انّه واض بالغرض المقصود، وقد أتى عل كل ما قاله بعضُ العلماء
من إنكار الزيارة، ولذلك اهتثم بنشر 5 بين المسلمين ليطّلعوا عليه،
ويعلموا سوءَ المقاصد وباطلَ العقائد، فيسلكوا سبيلَ الرشاد والسداد،
ويُعْرِضوا عن كلِّ ما قيل في تبديع زيارة خير الأنام عليه الصلاة والسلام.
كتب الشيخ المطيعي لكتاب الإمام السُّبكي مقدمة بلغت نحو عشرين
صفحة، اطلق عليها: " تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد"، بدأها بقوله:
"يا مَنْ تنزهت عن الشريكِ في الذّاتِ والصفاتِ والأفعالِ، وتقدلستَ
(1)
قلت: لم يقل مسلم قط إنّ زيارة قبر النبيّ! سًبدعة، بل هي من أعظم
القربات، وانما اختلفوا في مسألة شدّ الرحال، هل يكون لزيارة مسجد
النبي! ش! ام لزيارة قبره؟ ف! ذا ما حلّوا بالمدينة المنورة اتففوا على أن زيارة
قبر 5! لًخمن أعظم القربات، انظر كتاب: الصارم المنكي، لابن عبد
الهادي المقدسي (ن).
115

الصفحة 115