كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
عن النَدِّ، وتفزدْتَ بالعظمةِ والجلالِ، وربطتَ الأسبابَ بالمسبّبات سُنَةَ
اللّهِفي خَلْقِه، ولن تجدَ لسُنّةِ اللّه تبديلاً، وأبدعتَ الخَلْقَ على احسنِ نظا!
وأكمل، وأودعتَ فيه من الحِكَمِ ما فصّله الإنسان وأجملَ، تَبَارك اللّهُ
احسَنُ الخالقين0
وصلّى وسلّم على لسان الصدق، وترجمان الحق، ذي المقام
الأسمى، والواسطة العظمى، حقيقة الحقائق محمد، واقرب الخلق إلى
اللّه أحمد، وعلى أصحابه نجوم الهداية، وآله ذوي الرواية والدراية،
ومن تبعهم بإحسان حتى اتاه اليقين ".
ثم تحدّث الشيخُ في استفاضةٍ عن بعض المسائل المتعلّقة بما أودع اللّه
في الإنسانِ من طاقات وقدرات، يدرِك بها ما لا يعلم، وجمع في هذا
بين طرفي من علم النفس والفلسفة والمنطق والكلام، وأومأ في غضون
ذلك إلى الأسباب التي حملته على نشرِ كتاب الإمام السبكي، وأهمُّها:
إبطال الراي الذي ذهب إلى انَّ زيارة قبر رسول اللّه ع! مم غير مشروعة.
أمّا كتاب الإمام السبكي فقد قال في مقدّمته:
"الحمد دلّه الذي مَنّ علينا برسوليِ، وهدانا به إلى سواء سبيله، وأمرنا
بتعظيمه وتكريمه وتبجيله، وفرض على كلِّ مؤمن ان يكونَ احبَّ إليه من
نفسِه وابويه وخليلِه، وجعلَ اتباعه سببأ لمحبة اللّه وتفضيله، ونصَبَ
طاعته عاصمةً من كيدِ الشيطان وتضليله، ويُغني عن جملةِ القول
وتفصيله، رفع ذكره، وما أثنى عليه في محكم الكتاب وتنزيلهِ، صلى
اللّه عليه وسلم صلاة دائمةً بدوام طلوع النجم وأفوله.
أمّا بعد: فهذا كتابٌ سميته "شفاء السقامِ في زيارة خير الأنام " ورتبتُه
على عشرةِ أبواب:
الأول: في الأحاديثِ الواردة في الزيارة.
116