كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

المسمّاة بالخريدة البهية، التي نظمتُها في العقائد التوحيدية، يوضّجُ
معانيها، ويشيدُ مبانيها، اجتنبتُ فيه الاختصار المخل، وأعرضتُ فيه
عن التطويل الممل، واقتصرت فيه على تحرير البراهين مع الفوائد التي
يزدادُ بها اليقين، واللهَ أسألُ ان ينفعَ به كلَ مَنْ تلقاه بقلبٍ سليمٍ، وأن
يجعلَه خالصأ لوجهه الكريم ".
وتناولتِ الخريدةُ كل قضايا علم العقيدة بإيجاز، وكان الشيخُ الذَردير
لميوله الصوفية يهاجِمُ المعتزلة في آرائهم الكلامية، كما كان يستشهِدُ
أحيانأ بالشعر في بعض المسائل، فقد نقل عن صاحب البردة قولَه:
أستغفرُ اللهَ مِنْ قول بلا عمل لَقَدْ نُسِبْتُ بِهِ نَسلأ لذي عُقُمِ
أمرتُكَ الخيرَ لكن ما انتمرتَ بِهِ وما استقمتَ فما قولي لك اسْتَقِمِ
ومن اَرائه الصوفية ما جاء عن مخالطة الناس، فقد ذكر أنّ هذه
المخالطة تُكسِبُ القلبَ ظلمةً لو فُرِضَ أنَّها تخلو عن ارتكابِ المحرّماتِ،
فكيف ولا يخلو مجلسٌ منها من غِيْبؤ او نميمة وغيرِهما، ولبعضهم:
لقاءُ الناسِ ليسرَ يفيدُ شينأ سِوى الهَذَيَانِ مِنْ قِيْلٍ وَقَالِ
فأقْلِلْ مِنْ لقاص النّاسِ الأ لأِخْذِ العِلْمِ أو إصْلاَحِ حَالِ
وجاءت (الحإشية) من حيثُ الكم أكبرَ من (الخَريدة) وكان للشيخ
المطيعي إضافاته وتحريراته لبعض الاَراء والأقوال، كما كان على قِلّؤ
يستشهِدُ بالشعر، وهو في حاشيته بوجه عام يلتقي مع الدردير فيما ذهبَ
إليه من اراء.
ومما قاله في مستهلّ (الحإشية) بعد المقدمة: " قوله: (الحمد دئه الذي
نور. . . إلخ)، في ابتداء كلامِه براعةُ استهلال، حيثُ لؤح في كلامه إلى
فائدةٍ من فوائدِ الفن المشروعِ فييما، وهي الفائدةُ الراجعةُ إلى نفسِ الشخصِ
بالنظر إلى قوته النظربة، التي هي الترفي من حضيض التقليدِ إلى ذِروةِ
الإيقان، وبقي فوائد؟ منها:
120

الصفحة 120