كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
ثم اشارَ إلى الذين حفظوا القرآن كفَه عن ظهر غيب، وبيّن انَ عددهم
كان كثيراً على عهد رسول اللّه -! رِو، وردَّ على الذين طعنوا في رسم
المصاحف التي كتبت في عهد عثمان أخذاً بما نُسِبَ إلى ذي النورين من
أنَّ في القراَن لحنأ ستقيمه العربُ بألسنتها، موضحأ أنَّه لا لحنَ في
القراَن.
ثم تطرٍّ ق إلى الأسبابِ التي حملت الخليفةَ الثالثَ على التدوين، وانّه
كان حماية للنمق المقدّس من الاختلاف في قراءته، وأنّ هذا الخليفةَ لم
يجمع الناسَ على حرفٍ واحدٍ من الحروف السبعة التي ورد بها الحديثُ،
وانّما جمعهم على كل ما تواتر من هذه الأحرف.
وقد بيّن خطأ من فهم أنّ المراد بالأحرف السبعة في الحديث هي
القراءات السبع المعروفة الاَن، فهذه القراءاتُ ليست هي الأحرفُ
السبعة، وانما يظنُّ ذلك بعضُ اهل الجهل.
ثم تطرّقَ إلى أنَّ الخارجَ من القراءات عن السبعة على قسمين:
الاول: ما خالفَ رسمَ المصحف، ولا شكَّ في انّه ليس بقرآن.
والثاني: ما لا يخالِفُ رسمَ المصحف، وهو على قسمين:
الأول: ما وردَ من طريؤ غريبِ، وهذا مُلْحَقٌ بالأول؟ أي إنّه ليس
بقراَن.
والثاني: ما اشتهرَ عن ائمةٍ هذا الشأن القراءة به، فهذا لا وجه للمنع
منه.
ثم قال: "إنّ القراءات السبع إنما عرف كونها سبعأ من قِبَل انَّ رواتها
سبعة، وهذا شيءٌ عُلم اَخِراً بعد زمن النبي! ير بعد ان انتهى جمعُ عثمانَ
المصاحفَ مشتملةً على الأحرف السبعة المتواترة، التي عُلِمَتْ قبل ا ن
يوجدَ القراء السبعة، وهذا لا ينافي ان القراءات السبع كغيرها من
126