كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

تمهيد
يلاحِظُ مَنْ يستقرئ حياةَ الشيخ محمد بن بخيت بن حسين المطيعي
وتطوّرَها أنّه بعد تخزُجه في الأزهر، تقلّد عِدّةَ وظائفَ في اماكن مختلفة،
وإنْ كانتْ جميعُها لا تخرجُ عن التدريس والقضاء والإفتاء، ولكنَّ هذا
التنوعَ فيما عُهِدَ إلى الشيخ من مسووليات يؤكِّدُ انّه كان من الراسخين في
العلم، ولذلك كان تنقّله في مناطق متعددة، حتى لا ينحصرَ الانتفاعُ به
في نطاقِ محدود، وإنّما يعمُّ هذا الانتفاعُ اكثرَ مديرياتِ ومحافظاتِ
مصر.
كذلك يلاحِظُ من يتتبّعُ هذه الحياة أنَّ الشيخ على كثرة ما تولاّ 5 من
أعمالِ ألّف نحو أربعين كتابأ، واصدرَ مئاتِ الفتاوى والأحكام، وكانت
له مساهماتٌ في السياسة، ومشاركاتٌ في مقاومة القوى المضادّةِ، التي
كانت تسعى لتشويه الأحكام الشرعية، والإساءة إلى الإسلام.
إنّها حياةٌ خصبة، أنفقها الشيخُ كلَّها في البحث والدرس والجهاد
العلمي، ويعرض هذا الفصلُ لحياته بشيء من التفصيل من خلال ثلاثة
مباحث:
يتناول المبحثُ الأول: نشأة الشيخ، وتطور حياته إلى وفاته.
اما المبحث الثاني: فيلقي الضوءَ على شخصيته.
على حين يدرسُ المبحث الثالث: ثقافته ومنزلته بين علماء عصره.
والله ولي التوفيق.
***
13

الصفحة 13