كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
العلم، وأنّه لم ينل منه إلاّ مجرّد سفسطةٍ ومغالطةٍ، وقد ظلمه من سمّاه
فيلسوفأ، وهو لم يدرك من الفلسفة شيئأ".
واشار بعد ذلك إلى ما اشتمل عليه الكتاب العزيز من اَياتٍ كثيرة تتعلّق
بالعلوم الكونية، سماوية وارضية وجوية، وبالتشريع، وبعلم ما وراء
الطبيعة.
وذكر في هذه الخطبة انّه ألقى بعض ما دوّنه في هذا الكتاب محاضرة
بالجامعة المصرية، وأنّه حَرِص في كتابه على بيان إعجاز القراَن العلمي،
وانّ هذا القران حرّر العقول من ربقة التقليد، وفك عقالها من قيوده، فلم
يقبل من المكلّفين إلاّ ان يكونوا مجتهدين في إيمانهيم وعقائدهم التي تؤخذ
من طريق العقل (1)، ولم يقبل من احد ان يكون مقلَداً في إيمانه " لأن اللّه
تبارك وتعالى نصب أدلة العقائد في اَثاره ومصنوعاته.
أمّا المقدمةُ فقد تضمّنت على وجه الإجمال وصفَ القرآنِ الكريم بما
اشتمل عليه، كما تضمّنت الردّ على " رينان " إجمالأ.
وقد سبق الحديثُ عما اشتملت عليه تلك الأبواب الخمسة من
قضايا، وذلك في الحديث عن ثقافة الشيخ (2)، فهذا الكتابُ مع كتابِ
"حقيقة الإسلام وأصول الحكم " يعبّران في جلاء عن ثقافة موسوعية،
وغيرةٍ دينية للشيخ المطيعي.
ونصَّتِ الخاتمةُ على انَّ القرآن الكريم قد جمع إجمالاً ما يتعلّق بشريعة
الإسلام علمأ وأخلاقأ في آيتين:
إحداهما: تتعلّق بأصل العلم والفلسفة والتشريع ومكارم الأخلاق،
(1)
(2)
هذا لا يعني ردّ ما جاء القرآن الكريم والسنة الصحيحة، بل هي المصدر
الوحيد لعلم الغيب (ن).
في المبحث الثاني من الفصل الأول، ص 75.
130