كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
فنشرتها، وكشفت عُوارَ الباطل وزيفه، وزادت الحقَّ إثباتأ، والعلم
غناء، والإسلام مجدأ طريفأ ا).
وتتجلّى القيمةُ العلميةُ لهذا الكتاب في انّه جاء في وقتٍ كان تأليفه
خطوةً واسعة في طريق كشفِ الغطاء عن أسرار الخلق والتكوين
والعمران، ومحاولةً موفقة لإرشاد العقول الإنسانية إلى ما في القرآن
الكريم من الايات والعلوم في هذا الشأن بالأسلوب العلمي الصحيح (2).
والكتابُ إلى هذا فنّد مزاعمَ "رينان" وافتراءاته على الإسلام والقرآن
الكريم، وليس "رينان" إلاّ فرداً من غلاة المستشرقين الحاقدين، الذين
كانوا بمارائهم الباطلة مِنْ وراء البلبلة الفكرية في صفوف المسلمين،
وبخاصة المثقفين منهم، فكان الشيخ بِرَدِّهِ على "رينان" ينبِّه إلىٍ
الاتجاهات الاستشراقية المعادية للأمة، وهي اتجاهاتٌ ما زالت قائمة
حتّى الاَن، بل تمثّلت أخيراً في بعض الرؤساء والقيادات الدينية، ممّا
يضاعف من خطرها، وعلى الأمة أن تواجِه هذا الخطرَ بحزآِ وإيجابية،
حتى لا تكونَ فتنةٌ، ويكون الدينُ كلُّه دلّه.
8 - توفيق الرحمن للتوفيق بين ما قاله علماء الهيئة وبين ما جاء
في الأحاديث الصحيحة واَيات القراَن:
سبقت الإشارةُ إلى التعريف بكتاب "توفيق الرحمن " في إجمالٍ،
وذلك في موضوع التنوع الثقافي للشيخ المطيعي (3)، ولهذا ينبغي إلقاءُ
مزيدٍ من الضوء عليه، والتعريف به.
لقد بلغ حجم هذا الكتاب (260) صفحة من القطع الكبير، وطبع
(1)
(2)
(ط!)
انظر: تقديم الكتاب، للشيخ عبد الرحمن عيسى، ص 16.
المصدر السابق، ص 11.
ص 75.
132