كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

سابقأ، قد اشتملت على نبذةٍ يسيرةٍ، لأنّها كانت خطابأ منه رحمه اللّه
تعالى لمحرّر صحيفةٍ محاورة بينه وبين بعض المتورّعين، الذين ينكرون
كروية الأرض، وأنّ القبةَ الزرقاء السماوية متخيّلةٌ. . . إلى غير ذلك مما
ذكره بتلك الرسالة.
وقد نوّه فيها عن وجود كتاب اسمه (الأسرار الملكوتية) عربي
العبارة، وشرحه (الأفكار الجبروتية) تركي العبارة، ولما لم اطلع على
(الأسرار الملكوتية) ولم أصل إلى (الأفكار الجبروتية) مع تكرار البحث
وشدّةِ التنقيب، ولم تكن تلك الرسالةُ وافية بالغرض الذي أرمي إليه،
ولا كافية فيما قصدته وعوّلت عليه، اعتمدتُ على الله ملهم الصواب،
ومذلّل الصعاب، فإنّه الجوادُ الكريم الوهّاب، وليس إلا عليه الاعتمادُ
في التوفيق إلى طرق السداد، عزمتُ على إخراج ذلك من القول إلى الفعل
في هذا الكتاب، وسميته "توفيق الرحمن للتوفيق بين ما قاله علماء الهيئة
وبين ما جاء في الأحاديث الصحيحة واَيات القراَن".
ثم قال: وقبل الشروعِ في المقصودِ أذكرُ مقدمةً نافعةً إنْ شاء اللّه
تعالى، أبيّنُ فيها تعريفَ علم الهيئة، ومنزلتَه بين العلوم، وحكمَ اللّهِ
فيه، تعلُّمأ وتعليمأ، وما قاله العلماءُ إجمالاً فيما يجبُ المصيرُ إليه إذا
خالفَ شيءٌ مما جاء في هذا العلم اية من كتاب الله أو حديثأ صحيحأ عن
رسول اللّه ع! يمّ، فنقول وبالئه التوفيق والهداية لأقوم طريق ".
آ - تعريفُ علم الهيعة، وموضوعُه، وطرَفث من تاريخه:
عرّف الشيخ علم الهيئة، في مقدمةِ كتاب "توفيق الرحمن " وقد سبق
ذكره في التعريف المجمل بهذا الكتاب (1)، ثم قال:
(1) ص 79.
134

الصفحة 134