كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

"والعربُ يسمّون هذا العلمَ علم الهيئة، واليونان يسمّونه استرونوميا
(حا+،30،80"3 ول) ومعناها بالعربي قوانين النجوم، أو هو علم يُبْحَثُ فيه عن
أحوال الأجرام السماوية من حيثُ حركاتها ومناظِرها مفردةً ومجملةً،
وما يعرض لها كذلك من المقارنة والمقابلة، والتثليث والتسديس،
وكيفية سيرها، ومقدار حركاتها وارتفاعها وانخفاضها، وما مضى من
الليلِ والنهارِ، والأطوال والعروض، ونحو ذلك مما حواه عِلمُ
الزيج (1)، والاصطرلاب (2)، والربعَ المجيب، والمقنطر، وما يتعلّق
بالشهور والسنين وفصولها، والكسوف والخسوف، وكلُّ ما يحدث
لتلك الأجرام مفردةَّ وَمجملةً، وعن علل تلك الحوادث وقواعدها، وعمّا
يوصِلُ إلى معرفة تلك الحوادث وعللها وقواعدها بالالات والأرصاد
والحساب.
من أجل ذلك قسّموا علم الهيئة إلى ثلاثة اقسام:
الأول: وصفيئ: وهو ما يُبْحَث فيه عمّا يحدثُ في تلك الأجرام على
وجه ما ذكرنا.
(1)
(2)
والثاني: طبيعي: وهو ما يُبْحَثُ فيه عن علل تلك الحوادث وقواعدها.
الزيج: معرب (زيك) الفارسية التي تعني خيوط النسيج الطويلة، وفي
اصطلاح علماء الهيئة: الكتاب المتضمّن حسابات الفلك وجداوله، وبه
يستدل على حركات الكواكب، وعلى أساسه ترصد الأفلاك وأجرام
السماء، ومنه تؤخذ التقاويم (ن).
الاصطرلاب (عه! اه 3،ث!!): أي مراَة النجوم، واصطلاحأ هو الاَلة التي
بها يتعرف على أحوإل الكواكب والنجوم، وتحديد مواقعها في السماء،
وتحديد الوقت بالساعة ليلاً ونهاراً، ومعرفة ارتفاع الشمس، وسَمْت
القبلة، وعروض البلدان (ن).
135

الصفحة 135