كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

المعمور وبين من سُخّرت له الريحُ مسيرة شهر.
وسؤال أيضأ: كيف يتصوَّرُ الصعود إلى السموات وما فوقها والجسم
الإنساني كثيف؟.
والجوابُ: أنَّ الأرواحَ اربعةُ اقسام:
الأول: الأرواح الكدرة بالصفات البشرية: وهي أرواحُ العوام، غلبت
عليها القوى الحيوانية، فلا تقبل العروجَ اصلاً مع أجسادها.
والثاني: الأرواحُ التي لها كمالُ القوة الفطرية للبدن باكتساب العلوم:
وهذه ارواحُ العلماء.
والثالث: الأرواح التي لها القوى المدبّرة للبدن باكتساب الأخلاق:
وهذه أرواحُ مرتاضين، إذ كَسَروا قوى ابدانهم بالارتياض والمجاهدة.
والرابع: الأرواحُ التي حصل لها كمالُ القوّتين: فهذه غاية الأرواح
البشرية، وهي ارواح الأنبياء والصديقين، فكلَّما ازدادت قوة ارواحهم
ازداد ارتفاع ابدانهمٍ من الأرض، وغلبت ملكيتهم على بشريتهم،
وصارت ابدانُهم تابعة لأرواحهم، ولهذا لما قويت ارواح الأنبياء صلوات
اللّه وسلامه عليهمٍ اجمعين على وجهِ ما ذُكِرَ عُرِجَ بهم إلى السماء، ولم
تكن ابدانُهم مانعة من ذلك، وأكملهم قوة في ذلك نبيُّنا لمجيمّ (1) فعرج به
إلى قاب قوسين او ادنى. . .
محكِمحل! في
(1)
لاحاجة لهذا التكلّف العقلي، والأمر أبسط من ذلك، فالإسراء
والمعرإج معجزة إلهية خارقة للسنن والقوانين. . وهل البراق له روح
كروح الأنبياء حتى عرج به؟!. . إن العروج من عمل اللّه وكفى (ن).
143

الصفحة 143