كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

وفيما يلي بعض نماذج مما جاء في الحاشية:
"قال الإسنوي: (ولا يقولُ علماءُ فن في غير فنّهم. . . إلخ).
أقول: لأنّهم إذا كانوا غير مجتهدين في ذلك الفنِّ بالنظرِ إليه من
العوام، فهم مقلّدون، فكان قولُهم فيه قولاً بلا دليلى. . . إلخ، فهم في
الحقيقةِ داخلون في العوام، وقد علصتَ حقيقةَ قولِ مَنْ يفول باعتبار
اتفاقهم، وانَّ المرادَ منه انه معتبر في صحة إطلاق اسم إجماع الأمة لا في
افتقارِ الحُجّة اللازمة للإجماع، وإن كانوا مجتهدين فيه، فهم من
علمائه، فلا بدّ من اتفاقهم.
قال الإسنوي: (ومنهم من اعتبرَ قول الأصولي. . . إلخ).
أقول: قال (1) في "جمع الجوامع ": واعتبر آخرون الأصوليئَ في
الفروع، قال الجلال (2): فيعتبَرُ وفاقه للمجتهدين فيها لتوقُّفِ استنباطها
على الأصولي، والصحيحُ المنعُ، لأنّه عامى بالنسبة إليها. انتهى.
وبهذا تعلمُ انه إذا كان الأصوليئُ متمكنأ من الاجتهاد في الفقه كان وفاقه
لمجتهدي عصره معتبَراً قطعأ؟ لأنّه واحد منهم، لأنّ كلَّ مجتهدٍ في الفقه
أصولى، وإلاّ ما أمكنه الاجتهاد، فالصوابُ حذفُ هذا القيدِ، لأنّ
الخلافَ ليس فيه، وإنما الخلافُ في الأصوليِّ الذي هو عاميئٌ بالنسبة
للفقه، فهو داخلٌ في عموم ما قبله، من أنّه لا عبرةَ بقول علماء فن في غير
فنِّهم كما هو واضحٌ.
(1)
(2)
الكتب العربية بالقاهرة، عام 1345 هـ، وقد طبعت الحاشية مع النهاية
في أربعة أجزاء بلغت صفحاتها نحو ألف صفحة في المطبعة السلفية
بمصر لصاحبها محب الدين الخطيب رحمه اللّه.
السبكي مؤلفه (ن).
الجلال المحلي شارح جمع الجوامع (ن).
146

الصفحة 146