كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي

التي اخذت بطريقة الجمع بين المتكلّمين والأحناف، وقد قال في مقدمته:
إنّه جمع كتابه من نحو مئةِ مصنّفب، وقد اهتئمَ الكثيرون بشرحه
والتعليق عليه، منهم: بدر الدين الزركشي (ت: 794 هـ) وسمّى شرحه:
"تشنيف المسامع بجمع الجوامع "، وجلال الدين المحلي (ت: 864 هـ)
واسمه " البدر الطالع ".
وقد شرح الشيخ المطيعي " جمع الجوامع "، وقال في مقدّمة شرحه:
"الحمد للّه رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد
المرسلين، وآله وصحبه أجمعين، صلاة وسلامأ دائمين بدوام السموات
والأراضين.
أما بعد: فهذا شرحٌ على "جمع الجوامع "، جمعتُ فيه ما وقفتُ عليه
ممّا كتبه الأصوليون، وغير ذلك مما كتبه غيرهم، معرِضأعمّا يكون من
ذلك متعلِّقأ بالمباحث اللفظية، والمناقشات المتعلّقة بها، مبيِّنأ غرضَ
المصنف وشارحه الجلال المحلي، حيث خفي غرضُهما على كثيرٍ،
ذاكراً لكل منهما ما له وما عليه على الوجه الحق، دون تعصُّبٍ لفريق،
واللّهُ المسؤول في إتمامه وبلوغ المأمول، إنّه المجيب ".
وجاء هذا الشرحُ موافقأ إلى حدٍّ كبيرٍ للحاشية على "نهاية السول " من
حيث التعليق والإضافة، وأيضأ تطبيقأ لما ذكره الشيخ في المقدمة، ومن
ذلك مثلاً: تعليقُه على ما فاله المصنِّفُ في المقدمات، قال الزركشي:
المقدِّماتُ: جمعُ مقدمةٍ، وهي في اصطلاحِ الحكماء: القضيةُ المجهولةُ
جزءاً من الدليل، كقولنا: العالمُ ممكِن، وكلُّ ممكنٍ له سببٌ، فينتجُ أنَّ
العالمَ له سببٌ، فكلّ من هذه تسمَّى مقدمةً.
أما عند المتكلّمين، فما يتوقّف عليه حصولُ أمرٍ اخر، وهو مرادُ
المصنف، وهي اعمُّ من الاولى، فالمقذَمةُ لبيان السوابق والفصول،
148

الصفحة 148