كتاب محمد بخيت المطيعي شيخ الإسلام والمفتي العالمي
المبحث الأول
نشأة الشيخ وتطور حياته
أولا: مولده وطلبه العلم:
ولد الشيخ محمد بن بخيت بن حسين المطيعي في بلدة (المطيعة) من
أعمال مديرية (اسيوط) سنة (271 أ هـ= 1856 م)، وفي الرابعة من عمره
بدا تعلُّم القراءةِ والكتابةِ في كُتّاب بلدته، وحفظ القرآن الكريم قراءةً
وتجويداً ولمّا يبلغ العاشرة من عمره.
ثم التحق طالبأ بالأزهر في سنة (282 أ هـ)، وأخذ في دراسة المذهب
المالكي، ولعلّ هذا يرجعُ إلى أنّ هذا المذهبَ كان السائدَ في صعيد مصر،
ولعلَّ القرية التي نشأ فيها كان أغلبُ أهلها مالكية، وربّما سمع من شيخ
الكُتّاب أو إمامِ المسجد أو غيرهما من الذين كانت لهم بعضُ الدراية بالفقه
طرفأ من حياة الإمام مالك أو تلاميذ 5 وأهمِّ ما الّفَ في المذهب من ا لمتون
والشروح، فلا غَرْوَ أَنْ أقبل فورَ دخوله الأزهر على دراسة مذهب إمام دار
الهجرة، وإمام مدرسة الحديث، ومن ثَمَّ حفظ " مختصر خليل " (1)، وهو
مَتْنٌ اعتمد عليه المتأخرون في المذهب، ولذلك شرحه عددٌ من فقاء
المالكية.
__________
(1) يعْرَفُ صاحبُ هذا المختصر بالشيخ خليل، وهو ابن إسحاق بن موسى،
ضياء الدين الجندي، من اهل مصر، كان يلبسُ زيَّ الجند، وولي
الإفتاءَ على مذهب مالك، وقد تُرْجِمَ مختصرُه إلى الفرنسية، توفي سنة
(776 هـ- 1384 م). وانظر: الأعلام، للزركلي.
15